أهالي درعا السورية بين الموت والنزوح مع تجدد القصف

12 ديسمبر 2017
عاد شبح النزوح بعد تجدد القصف (Getty)
+ الخط -
أمضى أهالي مدينة درعا الليلة الماضية في انتظار بزوغ الفجر، قابعين في منازلهم التي نالت منها القذائف جراء تجدد القصف من قبل القوات النظامية والمليشيات الموالية، بعد توقف دام نحو 5 أشهر بموجب اتفاق "منطقة خفض التصعيد الجنوبية".


ودبّ الرعب مجددا في قلوب الأهالي الذين رمموا منازلهم وفتحوا محالهم، كما بدأ الطلاب في ارتياد مدارسهم، قبل أن يتغير كل ذلك خلال الساعات الماضية.

وقال ابن درعا، براء عمرة، لـ"العربي الجديد"، إن "النظام استأنف قصف مناطق المدنيين يوم أمس، والذي استمر حتى فجر اليوم، وذلك بعد مرور 5 أشهر من الهدوء، ما تسبب بمقتل طفلة عمرها 8 أشهر، في حين تم انتشال طفلة أخرى من تحت الأنقاض كانت ما تزال على قيد الحياة".

ولفت إلى أن "هناك حالة رعب شديدة بين الأهالي جراء تجدد القصف بصواريخ شديدة الانفجار"، وأوضح أن "غالبية العائلات التي سبق أن نزحت قبل الاتفاق الأخير، كانت ما تزال تحتفظ بالمنازل التي استأجرتها في البلدات والمزارع القريبة من المدينة، واليوم صباحا هناك عائلات نزحت من المدينة إلى تلك المنازل خوفا من حدوث عمل عسكري، في حين قامت عائلات بتفكيك أبواب ونوافذ منازلها خوفا من أن يلحق بها ضرر نتيجة القصف".

واعتبر أن "سبب القصف هو عودة الأهالي إلى المدينة وشعورهم بالأمان، وهي سياسة النظام في كل حي بالمدينة تعود إليه الحياة"، مضيفا أن "أهل مدينة درعا هم أول الثائرين في سورية، ولن يزيدهم القصف إلا إصرارا على الثورة".



من جانبه، قال أبو عمار ياسر، من أهالي مدينة درعا:، "الحركة شبه مشلولة في المدينة، واليوم القصف متقطع، وخيارات الناس إما البقاء ومواجهة الموت في حال استمر القصف، أو النزوح إلى السهول والمزارع ومواجهة المعاناة والتشرد في ظل البرد"، ولفت إلى أن "هناك عائلات نزحت فعلا، والحديث الذي يشغل الناس هو البحث عن مكان ينزحون إليه".

وبين أن "سكان درعا اليوم يتخوفون من تجدد عمليات القصف والمواجهات، خصوصا في ظل الحديث عن استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة للنظام، وما سيواجهون من معاناة جراء النزوح في فصل الشتاء".

وأوضح أن "القصف لم يتوقف رغم اتفاق تخفيض التصعيد، وكانت قذائف الهاون والمدفعية تسقط بشكل شبه يومي على بعض الأحياء وخطوط التماس".

من جهتها، قالت سارة الحورانية، ابنة درعا، لـ"العربي الجديد"، إن "الشوارع شبه خالية، وهناك حركة نزوح ملحوظة، والأهالي لم يرسلوا أبناءهم إلى المدارس"، موضحة أن "وضع الأهالي في المدينة سيئ للغاية، وخاصة أننا في فصل الشتاء وشبح النزوح والتشرد عاد من جديد، بالإضافة إلى أن المنازل لا تزال غير جاهزة للسكن، جراء ما لحق بها من القصف العنيف أثناء معركة الموت ولا المذلة، في حين دمرت شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وارتفعت أسعار مواد الوقود إن وجدت".

دلالات
المساهمون