أطفال السودان ضحايا "حرب عبثية" متواصلة

07 يوليو 2024
ما زال هؤلاء الأطفال السودانيون قادرين على الابتسام في مخيم نزوح، 15 مايو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

وسط الأزمة المنسية المتفاقمة التي يعيش فيها نحو 24 مليوناً من أطفال السودان كابوساً حقيقياً، بحسب شهادة أممية سابقة قدّمتها نائبة ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في السودان ماري لويز إيغلتون في مايو/ أيار الماضي، تساءلت المديرة الإقليمية لمنظمة يونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أديل خضر: "كم من أحلام أطفال السودان سوف تُحطّم بعد، قبل أن تنتهي هذه الحرب العبثية؟!"، في ما يبدو استهجاناً واضحاً.

وإذ أشارت خضر، في تدوينة على موقع إكس نشرتها اليوم الأحد، إلى أنّه في "مكتب منظمة يونيسف في السودان، يبذل الجميع قصارى جهدهم من أجل توفير الدعم النفسي الاجتماعي وكذلك لمّ شمل العائلات"، شدّدت "لكنّ لا شيء يكفي". بالنسبة إليها، "أطفال السودان في حاجة إلى توقّف الحرب!".

وقد أرفقت خضر تدوينتها بأخرى نشرها مكتب منظمة يونيسف في السودان، استعرض خلالها قصة محمد، طفل سوداني انفصل عن عائلته في أثناء الحرب المستمرّة في البلاد منذ نحو 15 شهراً. وأوضح القائمون على مكتب المنظمة بالسودان أنّ "يونيسف وشركاءها يدعمون العاملين الاجتماعيين من أجل الوصول إلى 1023 طفلاً غير مصحوبين (بذويهم) وتوفير رعاية بديلة لهم و/أو لمّ شملهم مع عائلاتهم". وفي الإطار نفسه، طالب هؤلاء بـ"الحماية" لكلّ طفل.

وأتت تدوينة المسؤولة الأممية بالتزامن مع انعقاد مؤتمر في القاهرة تحت عنوان "معاً لوقف الحرب في السودان"، شارك فيه ممثلون للقوى السياسية والمدنية السودانية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي. وقد توصّل المشاركون في ختام المؤتمر، بعد ظهر اليوم، إلى التشديد على ضرورة وقف الحرب فوراً في البلاد، واحترام حقوق جميع المواطنين السودانيين، في حين أدانوا الانتهاكات التي ارتُكبت خلال هذه الحرب. وإذ أشار المجتمعون إلى أنّ "الأزمة الإنسانية في السودان تمثّل المأساة الأكبر في العالم"، رأوا أنّ الأولوية تقتضي "التصدّي للحرب من قبل السودانيين والقوى السياسية والمجتمع المدني والمنظمات الإنسانية". كذلك أكّد هؤلاء أنّ وصول المساعدات إلى من يحتاجها أمر واجب من أجل إنقاذ ملايين السودانيين.

بدورها، نشرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الأحد، تغريدة على موقع إكس بيّنت فيها أنّ الحرب في السودان شرّدت نحو 10 ملايين شخص، فيما لجأ نحو مليونَين منهم إلى الدول المجاورة. وقد ضمّنت المفوضية تدوينتها رابط تقرير يستعرض "قصص بقاء على قيد الحياة وأسى وأمل" رواها سودانيون وسودانيات اختبروا التهجير. وقد شدّدت المفوضية على أنّ كلّ واحد من هؤلاء يستحقّ الإصغاء له.

ومن بين هؤلاء السودانيين الذين أُجبروا على ترك منازلهم ومناطقهم وأحياناً البلاد بحدّ ذاتها، أشخاص يمضون اليوم مشرّدين في الطرقات وسط حرّ شديد، وآخرون يعانون في مخيّمات النزوح واللجوء، مع العلم أنّ ما لا يقلّ عن ألف شخص ما زالوا يعبرون حدود السودان يومياً إلى الدول المجاورة، ولا سيّما تشاد ومصر وجنوب السودان. وبحسب بيانات للأمم المتحدة، فإنّ نحو خمسة ملايين شخص في السودان معرّضون لخطر المجاعة. وتوضح المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أنّ "استمرار الصراع وانعدام الأمن والبنية التحتية المنهارة والصعوبات اللوجستية وموسم الأمطار المستمرّ" كلّ ذلك يعني أنّ "الملايين في كلّ أنحاء السودان ما زالوا معزولين عن المساعدات الحيوية التي تشتدّ الحاجة إليها".

ويستمرّ نزوح السودانيين مع تواصل الحرب في البلاد منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023 ما بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، علماً أنّ هذه الحرب فاقمت الأزمات التي يتخبّط فيها السودان، ولا سيّما أنّ البلاد كانت في الأساس تستقبل 3.2 ملايين نازح في إقليم دارفور، إلى جانب 1.1 مليون لاجئ من دول الجوار. ووسط استمرار فرار العائلات السودانية، التي قُدّرت حتى الآن بمئات الآلاف، من أعمال العنف في الفاشر بإقليم دارفور، حذّر مكتب منظمة يونيسف في السودان من أنّ "الهجمات المستمرّة والنزوح والنقص الحاد في المواد الأساسية، من قبيل الغذاء والمياه والدواء، تعرّض حياة أطفال السودان للخطر".​

المساهمون