"يوميّاً، نذهب إلى المدرسة ولا ندرس إلّا ساعتين. أحياناً، يُطلب منا العودة إلى البيت، أو يُسمح لنا باللعب طوال النهار". هكذا يصف التلميذ إبراهيم خالد، وهو في المرحلة الثانوية، يومه الدراسي في مدرسته. ويؤكد أنّ إضراب المدرسين أثّر على العام الدراسي بشكل كبير، لافتاً إلى أنهم لم ينهوا دراسة منهاج العام الماضي، في وقت لا يدرسون إلا القليل في الوقت الحالي. يقول: "العام الماضي، درسنا خمس مواد من سبع. وحتى هذه المواد الخمس كانت ناقصة، ولم تستكمل بعد". ويشير إلى أنّ "هذا يجعلهم لا يفهمون المواد العلمية في الوقت الحالي مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات". ويرى أن العام الدراسي الحالي سيكون أسوأ من العام الماضي، لأننا "لا ندرس شيئاً، وإن كنا نذهب إلى المدرسة يومياً".
من جهته، يقول التلميذ عبدالله المحويتي إنهم سيخسرون العام الدراسي الحالي. يضيف: "عن أي عام دراسي جديد نتحدث، ونحن بلا مدرسين ولا كتب؟ ما من مقوّمات للتعليم في المدارس أصلاً". المحويتي في المرحلة الثانوية في إحدى المدارس الحكومية في ريف مديرية همدان (غرب صنعاء). كغيره من التلاميذ، يشكو بسبب غياب العملية التعليمية. يضيف لـ "العربي الجديد": "لا ندرس. نذهب يومياً إلى المدرسة من دون أن يحضر المدرسون"، لافتاً إلى أن المدرسين باتوا يبيعون القات والخضار ويزرعون أراضيهم.
واقع يجعل التلاميذ في حالة ضياع. يقول المحويتي: "لا نعرف إن كان يجب علينا إكمال الدراسة أم تعلّم مهنة نستطيع من خلالها كسب لقمة العيش". يشير إلى أنّ عدداً من التلاميذ تركوا مدارسهم لعدم انتظام عملية التدريس، إضافة إلى ظروف عائلاتهم المعيشية الصعبة. ويعجز غالبيّة التلاميذ عن شراء المستلزمات الدراسية.
من جهةٍ أخرى، يقول والد التلميذ عز الدين محسن: "في السابق، كنا نشعر أنّ التلاميذ محظوظون لأنّ مستقبلهم مضمون. لكن اليوم، لم يعد هناك فرق بين التلاميذ في المدرسة وخارجها". ويلفت إلى أن التعليم في المدارس الريفية بات وهماً، في ظل غياب المدرسين والمناهج".
اقــرأ أيضاً
أما مدرّس اللغة العربية، سمير ناجي، فيقول إنّه يحضر إلى المدرسة أحياناً لتسجيل الحضور. لا وجود للمدرسين والتلاميذ، كما أن العملية التعليمية شبه مشلولة. يؤكد لـ "العربي الجديد": "حتى وإن كان بعض المعلمين يحرصون على الحضور إلى المدرسة، إلا أنهم لا يلتزمون بالتدريس ويكتفون بالحضور التزاماً بقرار الوزارة، حتى لا يُحرموا من البطاقة التي حصلوا عليها كبديل لنصف راتب.
هذا الوضع دفع عدداً كبيراً من التلاميذ إلى التغيب عن المدارس، وقد فضّل بعض أولياء الأمور إبقاء أبنائهم في المنازل حتى لا يتحملوا تكاليف ومصاريف المدرسة اليومية، خصوصاً أنهم لا يحصلون على تعليم جيد، بحسب ناجي. يضيف: "بعض المدرسين يفضّلون تقديم الخدمة التعليمية رغم الظروف الصعبة، إذ أن منازلهم قريبة من المدرسة، وليس لديهم القدرة على مزاولة أعمال أخرى. إلا أنهم يصطدمون بغياب كثير من التلاميذ".
ويُطالب ناجي وزارة التربية والتعليم، الخاضعة لجماعة أنصار الله الحوثيّين، إيجاد حلول سريعة لهذا الوضع. "هم يتحملون المسؤولية الوطنية والتاريخية إذا ما خسر تلاميذ اليمن فرصة التعليم. وسيذكرهم كتاب التاريخ لأنهم كانوا سبباً في تجهيل اليمنيين". ويبيّن أن الوزارة تستطيع توفير الرواتب من الإيرادات التي تحصل عليها السلطة من الضرائب والجمارك.
إلى ذلك، يعترف مدير مكتب التربية في محافظة صنعاء، هادي عمار، بعجز وزارة التربية والتعليم عن إزالة كل الصعوبات والمعوقات التي تواجه عملية التعليم، موضحاً أن هذه نتيجة طبيعيّة للحرب التي تعيشها البلاد، والتي أثّرت بشكل كبير على قطاع التعليم.
يضيف عمار لـ "العربي الجديد": "عالجنا بعض المشاكل الخاصّة بالمدرسين، من خلال إنشاء صندوق تكافل لدعم العاملين في القطاع التربوي، حرصاً على استمرارهم في أداء واجبهم". ويشير إلى وجود بعض المدرسين المتطوعين.
وبحسب تقرير رسمي صادر عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي في صنعاء نشر مؤخراً، فإن النظام التعليمي في اليمن مهدد بالانهيار. وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، إن ملايين الأطفال في اليمن قد لا يلتحقون بالمدارس هذا العام، بسبب استمرار أعمال العنف وانسداد الحلول أمام أزمة تأمين رواتب المدرسين. وبحسب المنظمة، فإنّ توقف رواتب المعلمين يهدد بحرمان 4.5 ملايين طفل في اليمن من الدراسة، ويعرض 13 ألف مدرسة تمثل نحو 78 في المائة من إجمالي المدارس في اليمن، إلى خطر الإغلاق.
اقــرأ أيضاً
من جهته، يقول التلميذ عبدالله المحويتي إنهم سيخسرون العام الدراسي الحالي. يضيف: "عن أي عام دراسي جديد نتحدث، ونحن بلا مدرسين ولا كتب؟ ما من مقوّمات للتعليم في المدارس أصلاً". المحويتي في المرحلة الثانوية في إحدى المدارس الحكومية في ريف مديرية همدان (غرب صنعاء). كغيره من التلاميذ، يشكو بسبب غياب العملية التعليمية. يضيف لـ "العربي الجديد": "لا ندرس. نذهب يومياً إلى المدرسة من دون أن يحضر المدرسون"، لافتاً إلى أن المدرسين باتوا يبيعون القات والخضار ويزرعون أراضيهم.
واقع يجعل التلاميذ في حالة ضياع. يقول المحويتي: "لا نعرف إن كان يجب علينا إكمال الدراسة أم تعلّم مهنة نستطيع من خلالها كسب لقمة العيش". يشير إلى أنّ عدداً من التلاميذ تركوا مدارسهم لعدم انتظام عملية التدريس، إضافة إلى ظروف عائلاتهم المعيشية الصعبة. ويعجز غالبيّة التلاميذ عن شراء المستلزمات الدراسية.
من جهةٍ أخرى، يقول والد التلميذ عز الدين محسن: "في السابق، كنا نشعر أنّ التلاميذ محظوظون لأنّ مستقبلهم مضمون. لكن اليوم، لم يعد هناك فرق بين التلاميذ في المدرسة وخارجها". ويلفت إلى أن التعليم في المدارس الريفية بات وهماً، في ظل غياب المدرسين والمناهج".
أما مدرّس اللغة العربية، سمير ناجي، فيقول إنّه يحضر إلى المدرسة أحياناً لتسجيل الحضور. لا وجود للمدرسين والتلاميذ، كما أن العملية التعليمية شبه مشلولة. يؤكد لـ "العربي الجديد": "حتى وإن كان بعض المعلمين يحرصون على الحضور إلى المدرسة، إلا أنهم لا يلتزمون بالتدريس ويكتفون بالحضور التزاماً بقرار الوزارة، حتى لا يُحرموا من البطاقة التي حصلوا عليها كبديل لنصف راتب.
هذا الوضع دفع عدداً كبيراً من التلاميذ إلى التغيب عن المدارس، وقد فضّل بعض أولياء الأمور إبقاء أبنائهم في المنازل حتى لا يتحملوا تكاليف ومصاريف المدرسة اليومية، خصوصاً أنهم لا يحصلون على تعليم جيد، بحسب ناجي. يضيف: "بعض المدرسين يفضّلون تقديم الخدمة التعليمية رغم الظروف الصعبة، إذ أن منازلهم قريبة من المدرسة، وليس لديهم القدرة على مزاولة أعمال أخرى. إلا أنهم يصطدمون بغياب كثير من التلاميذ".
ويُطالب ناجي وزارة التربية والتعليم، الخاضعة لجماعة أنصار الله الحوثيّين، إيجاد حلول سريعة لهذا الوضع. "هم يتحملون المسؤولية الوطنية والتاريخية إذا ما خسر تلاميذ اليمن فرصة التعليم. وسيذكرهم كتاب التاريخ لأنهم كانوا سبباً في تجهيل اليمنيين". ويبيّن أن الوزارة تستطيع توفير الرواتب من الإيرادات التي تحصل عليها السلطة من الضرائب والجمارك.
إلى ذلك، يعترف مدير مكتب التربية في محافظة صنعاء، هادي عمار، بعجز وزارة التربية والتعليم عن إزالة كل الصعوبات والمعوقات التي تواجه عملية التعليم، موضحاً أن هذه نتيجة طبيعيّة للحرب التي تعيشها البلاد، والتي أثّرت بشكل كبير على قطاع التعليم.
يضيف عمار لـ "العربي الجديد": "عالجنا بعض المشاكل الخاصّة بالمدرسين، من خلال إنشاء صندوق تكافل لدعم العاملين في القطاع التربوي، حرصاً على استمرارهم في أداء واجبهم". ويشير إلى وجود بعض المدرسين المتطوعين.
وبحسب تقرير رسمي صادر عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي في صنعاء نشر مؤخراً، فإن النظام التعليمي في اليمن مهدد بالانهيار. وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، إن ملايين الأطفال في اليمن قد لا يلتحقون بالمدارس هذا العام، بسبب استمرار أعمال العنف وانسداد الحلول أمام أزمة تأمين رواتب المدرسين. وبحسب المنظمة، فإنّ توقف رواتب المعلمين يهدد بحرمان 4.5 ملايين طفل في اليمن من الدراسة، ويعرض 13 ألف مدرسة تمثل نحو 78 في المائة من إجمالي المدارس في اليمن، إلى خطر الإغلاق.