وأدت الغارات المكثفة إلى مقتل عائلة بأكملها، مكونة من ستة أفراد، وقام الدفاع المدني بانتشالهم من تحت الأنقاض، إضافة لجرح أكثر من 10 مدنيين بينهم أربعة أطفال وخمس نساء، حالات بعضهم خطيرة، وتم نقلهم لمشفى يلدا الميداني، إضافة لدمار وحرائق واسعة طاولت الأبنية في حي الحجر الأسود.
ويخضع كل من الحجر الأسود ومخيم اليرموك لحصار شديد من قوات النظام ومليشياته ومجموعات الجبهة الشعبية الفلسطينية (القيادة العامة)، فيما يسيطر تنظيم "داعش" على معظمها.
وتقدر مصادر محلية وجود ما يقارب 500 عائلة لا تزال تعيش في الحي الخاضع لسيطرة التنظيم. يقول طلال وهو أحد سكان الحي الذي نزح بالأمس إلى بلدة يلدا لـ "العربي الجديد":"قصدنا أقاربنا الذين يعيشون في يلدا، بعد أن بدأ النظام قصف المباني السكنية، هذه البلدة مشمولة باتفاق خفض التصعيد الموقع في القاهرة منذ يومين، واحتمال قصفها ضعيف، إضافة لكونها الوجهة الوحيدة لنا".
ويسلك النازحون طريقا وحيداً، عبر معبر العروبة الفاصل بين مخيم اليرموك وبلدة يلدا، وينتقلون من حي الحجر الأسود إلى مخيم اليرموك ومنه إلى يلدا والبلدات الأخرى.
وتقول أم صلاح "وصلت مع عائلتي وعددنا 7 أفراد، لبيت أحد أقاربنا، سوف نبيت عدة ليال عندهم، حتى نجد بيتاً نستأجره، عند وصول النازحين بدأت أسعار البيوت بالارتفاع، كثير من النازحين ليس لديهم معارف هنا، بات بعض الرجال ليلتهم في الدكاكين المفتوحة، والنساء تم إيواؤهن عند بعض العائلات".
ويعاني سكان الحجر الأسود والنازحون منه من ظروف إنسانية بالغة الصعوبة جراء الحصار المفروض عليهم وغياب المنظمات الإغاثية والمساعدات المستعجلة، بسبب عدم عمل أي من المنظمات الإنسانية في مناطق سيطرة التنظيم، وتصل نسبة البطالة بين أهالي الحي وفقاً لطلال لما يقارب الـ 90 بالمائة.
يقول طلال:"لدينا ارتفاع كبير في أسعار المحروقات في الحي، ووصل سعر لتر المازوت (الديزل) لـ 450 ليرة سورية والبنزين لـ 350، الأمر الذي فرض ارتفاعاً كبيراً في أسعار المواد الأساسية كالخبز والسكر والأرز والبرغل، حتى إن عدنا إلى بيوتنا فلا نعلم كيف سنقضي هذا الشتاء".