ملامح شرق أوسطية... نضال مهاجرين لدفع تهمة "الإرهاب"

22 يوليو 2016
كانت تهمة الإرهاب تلاحقهم باستمرار (سيان غالوب/Getty)
+ الخط -

في سنوات الهجرة الأولى لأصدقاء فلسطينيين، نحو أوروبا الغربية والشمالية، عانى هؤلاء الأمرين من تهمة جاهزة بنمطية الصورة المعهودة: "إرهابيون" هكذا ببساطة كانت السياسة ووسائل إعلام التعاطف مع دولة الاحتلال تصنفهم.

اليوم وبعد عقود من كفاح هؤلاء، ومعهم عرب وأصدقاء غربيون، بات الأمر من الماضي وخلف الظهر، ينغصه تسميتهم "بلا جنسية/وطن". لعبت الفطنة والحكمة دورها في قلب الصورة، سؤال مشترك اعتمده الفلسطينيون في غربتهم لمجتمعهم المحيط:" لماذا نحن بينكم، إن كنا بلا وطن وجنسية؟"، الإجابة كانت دوما مشفوعة ببعض جدال ومماحكات بلغات عدة، وُضعت الصورة في إطارها الذي انقلب في 1982 وتعزز في سنوات تلت 1987، زمن الانتفاضة الأولى.

ها نحن اليوم، أمام تسميات أخرى اختفت منذ سنوات طويلة، يكررها في مأساة جدل حول "الإرهاب". تهمة كالظل للجوء السوري، بعد 5 أعوام من التدفق. وبجانبها تتعالى أصوات تحمل هؤلاء جزءاً من المسؤولية، عن تصرفات لا علاقة لهم بها لا من قريب ولا من بعيد. فمن بين مئات الآلاف سمعنا قصة واحدة، من حوادث متكررة في عواصم غربية، باريس وبلجيكا وبروكسل على الأقل، عن "جواز سفر سوري".

أسوأ ما في الأمر، أن يتحول هؤلاء إلى لاجئين، وفي ظرف ينعم فيه الجاني، من أي مستوى، برغد النهب والسرقة بحياة ترف، هم ومن انتحل سورياً للجوء، إلى متهمين ضمنا بكل ما عاشته أوروبا من مأزق هويتها منذ 2014، موعد النقاش العلني عن خروج بريطانيا من الاتحاد.

في العودة للهجرة الفلسطينية، ولكي تكون هناك وقفة ومراجعة للاستفادة، كان هؤلاء، وربما نخبهم أكثر صحة، يأخذون أجمل ما في ثقافتهم ليلقوه على عقل المتلقي، لم يستسلموا لتغلغل اللوبيات الصهيونية بتأثيرها الكبير.

ربما يقول البعض بأن الأمر لا يمكن أن يتكرر مع الهجرة/ اللجوء الجديد في العام السادس عشر بعد الألفية الجديدة، وربما يستدل البعض بأن عودة ما نسميه بـ"ملامح شرق أوسطية" كإشارة سلبية إلى كل فعل سيئ مرتكب حتى من أبناء جيل ثان وثالث، سيعيق إبراز هوية عربية جمعية بين الكفاءات الفردية المشتتة.

لكن، علينا أن نستفيد من تجارب الماضي ولا نستسلم لواقع مفروض في دهاليز السياسة والإعلام، انتشار التخلي عن الهوية وسلبية الفعل والنكوص عنه ليست في مصلحة المستقبل.




المساهمون