تشخص عيون المراقبين والعلماء والمهتمين بأمور الفلك وظواهره، اليوم الإثنين، نحو قرص الشمس لكي يشاهدوا عبور كوكب عطارد من أمامه والذي يستغرق نحو 7 ساعات.
وظاهرة عبور الكوكب الأعمق في نظامنا الشمسي تتكرر بين 13 و14 مرة خلال القرن، وحدث عبوره المشابه الأخير في مايو 2003، كما طمأنت المراصد الجوية ووكالات الفضاء الذين تفوتهم رؤية العبور، اليوم، يمكنهم رؤيتها عام 2019 ومن ثم عام 2023.
ساعات قليلة وتصبح رؤية الظاهرة الفلكية متاحة في الدول العربية. وأوضحت مواقع فلكية عدة أن أولى الدول العربية التي ترى الظاهرة هي سلطنة عمان عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم، تليها الإمارات، ثم تتبعها السعودية فتليها موريتانيا، وهي آخر دولة عربية يبدأ فيها العبور عند الساعة الحادية عشرة و13 دقيقة وثلاث ثوان بتوقيت غرينتش.
وستكون موريتانيا والمغرب والجزائر وليبيا الدول العربية التي يمكنها مشاهدة العبور كاملاً لمدة سبع ساعات، إذ تغيب الشمس في باقي الدول العربية قبل انتهاء العبور، بل تغيب الشمس في معظم سلطنة عمان والإمارات قبل وصول العبور إلى ذروته. الدول العربية الواقعة في الغرب هي الأفضل لرصد هذه الظاهرة الفلكية النادرة. أما في بلاد الشام ومصر والعراق، فيُشاهد العبور لنحو خمس ساعات.
وكانت القبة الفلكية في سلطنة عمان قد أشارت أمس عبر حسابها على تويتر إلى أن الصورة المتداولة للعبور وحجم عطارد في الصور مبالغ فيه، كما يشار إلى أن ظهور الكوكب متناهي الصغر حتى أنه من الصعب رؤيته بالعين المجردة.
— فلك عمان (@falakoman) May 8, 2016 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأوضح موقع "ناشيونال جيوغرافيك" أن رؤية الظاهرة ستكون جلية، إذا سمحت الأحوال الجوية بذلك، في الساحل الشرقي لأميركا الشمالية والجزء الأكبر من أميركا الجنوبية وأوروبا الغربية، لأن العبور سيحدث خلال ساعات النهار. أما بالنسبة للساحل الغربي للقارة الأميركية، فإن المترقبين للحدث يمكنهم مشاهدته عند شروق الشمس. وتتغيّر ساعات المشاهدة وتقترب من موعد غروب الشمس في كل من أفريقيا بمعظمها وأوروبا الشرقية والجزء الأكبر من آسيا.
كما أكدت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" ضرورة اتباع خطوات الحماية عند مراقبة الظاهرة، وعدم النظر بالعين المجردة إلى قرص الشمس، معتبرة أن "حماية العين هي المفتاح للرؤية السليمة، ويتطلب الأمان استخدام تلسكوب أو منظار عالي التقنية مزود بمرشحات شمسية (فلترات) مصنوعة من الزجاج الخاص المطلي، أو من مادة المايلر المعروفة. كما يمكن لمن لا تتوفر لديه تلك التقنيات أن يشاهد البث المباشر للحدث الفلكي عبر مواقع فلكية عدة وإعلامية مهتمة، ومنها على سبيل المثال موقعا Virtual Telescope (التلسكوب الافتراضي) وSlooh.com إضافة إلى موقع "ناسا".
ويعتبر العلماء أن هذه الظاهرة وكل الظواهر الفلكية فرصة لتعميق المعرفة أكثر بالنظام الشمسي الذي لا يزال يحوي خفايا بعيدة عن إدراك البشر.
— NASASunEarth (@NASASunEarth) May 8, 2016 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ولفت موقع space.com إلى أن العلماء يستخدمون اليوم تلسكوباً عملاقاً جديداً في مرصد بيغ بير الشمسي في ولاية كاليفورنيا، في محاولة منهم لإلقاء نظرة على غلاف الصوديوم الجوي الرقيق للكوكب. وأشار إلى أن الغلاف الجوي سيلمع ويضيء أثناء عبور الكوكب من أمام النجم العملاق. وتطول فترة عبور عطارد إلى نحو 7 ساعات لأن قطر الشمس يساوي 140 مرة قطر عطارد.
— SPACE.com (@SPACEdotcom) May 8, 2016 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
(العربي الجديد)