السعودية: وفاة 17 معلمة بحوادث سير خلال أسبوع

11 مايو 2016
من الحوادث المرورية المروعة في السعودية (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
لقيت 17 معلمة سعودية حتفهن في حوادث سير متفرقة في الأيام السبعة الماضية، قبل أسبوع من بدء الاختبارات النهائية، وأقل من شهر على انطلاق إجازة الصيف التي تستمر نحو 130 يوماً.

وراحت سبع معلمات وسائق، ضحايا حادثين منفصلين في منطقة القصيم (وسط السعودية)، وسبع أخريات في تبوك (شمال)، واثنتان في مكة (غرب)، وواحدة في عفيف (غرب العاصمة)، كما خلفت هذه الحوادث المتقاربة 22 مصابة.

وارتفع عدد المعلمات اللاتي توفين جراء حوادث مرورية، منذ بداية العام الدراسي، إلى نحو 62 معلمة.

ووقع الحادث الأشنع في محافظة أملج، الواقعة في تبوك (شمال السعودية)، عندما توفيت ثلاث معلمات بالإضافة إلى طالبتين وسائق، في حادث مروري وقع على طريق العيص -أملج بالقرب من بلدة الرويضات، ونتج الحادث عن اصطدام سيارة تنقل معلمات أثناء عودتهن من عملهن في قرية الرويضات.

وقال المتحدث الرسمي لهيئة الهلال الأحمر السعودي في منطقة تبوك، خالد العنزي، أن فرق الهلال الأحمر في المنطقة التابعة لمحافظة أملج تابعت، بمشاركة فرق إسعافية من الصحة، حادث التصادم واشتعال إحدى المركبتين، ونتج عنه سبع حالات حرجة جداً تم نقلها إلى مستشفى محافظة أملج وست وفيات. وفي تبوك أيضاً لقيت المعلمة خديجة آل سعد حتفها وأصيبت ثلاث أخريات، في حادث سير على طريق تبوك - بئر بن هرماس، أثناء عودتهن من عملهن في مدرسة الزيتة، إثر تصادم سيارتهن مع سيارة نقل.

ونافست عنيزة، في منطقة القصيم، منطقة تبوك، عندما توفيت أربع معلمات مع سائق، وأصيبت اثنتان في حادثة وقعت عند تقاطع طريق الخرمة شمالي المدينة، ولاحقاً غادرت المعلمتان الناجيتان في الحادث، المستشفى.

ووصفت مديرة المدرسة ما حدث الأسبوع الماضي، قائلة: "كنت قد خرجت مع زميلاتي المعلمات من عنيزة، بعد أن حضرنا احتفال نهاية العام، ولم نسر إلا مسافة نصف ساعة تقريباً، ولم أشعر بعدها بشيء إلا عندما ظهر الغبار وأصوات الأنين والألم. عندها تنبهت لزميلاتي الثلاث وسط حمام من الدم، وقد فارقن الحياة". وفي القصيم وقع حادث آخر نتج عنه وفاة معلمة وسائق وزوجته، وإصابة أربع معلمات أخريات في حادث مروري.

ولا تقتصر الحوادث على المعلمات، ففي عفيف (غرب العاصمة الرياض) توفي معلم وأصيب ستة آخرون في حادث تصادم مباشر. وفي أملج (شمال) لقي ثلاثة طلاب في شرورة حتفهم في حادث مروري وقع وهم في طريقهم إلى مدرستهم.

 

رقابة مفقودة

من جانبه، حذر أستاذ المناخ المشارك بقسم الجغرافيا في جامعة القيم، الدكتور عبد الله المسند، من ازدياد وتصاعد حوادث المعلمات خلال فترة الاختبارات الحالية، التي يصر فيها بعض السائقين على السرعة الجنونية للوصول مبكراً إلى مدارسهن. ويقول: "تجاوزت نسبة وفيات المعلمات بين إجمالي الوفيات الناتجة عن الحوادث في السعودية 6.2 في المائة، وما يحدث أشبه بحرب شوارع، وللأسف لا توجد سيارات مرور كافية لضبط حركة السائقين".

وأضاف: "نشاهد عبر مقاطع الفيديو، بعض السائقين الذين ينقلون المعلمات وهم يقودون بتهور، وهذا يؤكد استهتارهم والفوضى التي تعيشها الشوارع".

وشدد الدكتور المسند على أهمية الكشف على حالة سيارات النقل، وعجلاتها وإنارتها وكوابحها، وفحصها الدوري ومساحات المطر، ووسائل السلامة فيها، قبل التعاقد معها، مشدداً على أهمية فحص إطارات السيارات، التي تسبب أكثر من 22 في المائة من الحوادث التي تقع على الطرقات.

وأضاف: "تؤكد الدراسات المتخصصة أن 20 في المائة من سيارات نقل المعلمات مضى على عمرها 10 سنوات، و15 في المائة منها مضى على فحصها 10 سنوات، و86 في المائة منها لم يُجر لها فحص دوري أصلاً، وهذه مشكلة كبيرة تتسبب في الحوادث المميتة".

المساهمون