السودان: حملة لمحاربة الوصمة الاجتماعية لمرضى الإيدز

04 ديسمبر 2016
قانون لضمان حقوق المرضى (جون مارك جبوكس/Getty)
+ الخط -

أطلقت وزارة الصحة السودانية، اليوم الأحد، حملة لمحاربة الوصمة الاجتماعية لمرضى الإيدز وحفظ كرامتهم وحقوقهم، ومحاسبة كل من يمنع المتعايشين مع المرض من الوصول إلى العلاج، لا سيما في الخدمات الصحية.

وأكدت الوزارة أنّ عدد المصابين بالإيدز في السودان يقدّر بـ56 ألفاً، منهم 25 ألفاً من النساء، بينما لا يتلقى العلاج سوى 10 في المائة فقط.

ويصنف السودان ضمن الدول منخفضة الوباء، ووصلت الإصابات في العالم لنحو 78 مليون حالة، منها 35 مليون حالة وفاة.

وكشفت وزارة العدل السودانية عن تشريع خاص بالمتعايشين مع مرض الإيدز لحفظ حقوقهم، يتضمن عقوبات رادعة لكل من يمتنع عن تقديم الخدمات لهم.

وقال المسؤول في وزارة العدل، عادل الزين، في المؤتمر الصحافي الذي عُقد اليوم بمناسبة اليوم العالمي للإيدز الذي وافق فاتح ديسمبر/ كانون الأول الجاري، إنّ "الوزارة تولي اهتماماً خاصاً بحقوق المتعايشين مع مرض الإيدز"، وأشار إلى عمل دليل لوكلاء النيابات وتدريبهم في قضايا حقوق الإنسان بالتركيز على مرضى الإيدز، لأن تقديم الخدمات للمرضى واجب، لا مجال فيه للرفض الذي يستوجب المساءلة والمحاسبة، كذلك لفت إلى قانون جديد تعدّه الوزارة للحفاظ على حقوق متعايشي الإيدز.



وذكرت نشرة صادرة عن وزارة الصحة وزعت بالمؤتمر الصحافي أنّ الأعداد الجديدة المقدرة لمرض الإيدز هذا العام بلغت 5.6 آلاف، بمعدل 2.6 ألف من الوفيات، وأشارت إلى أن 2.6 ألف من النساء يحتجن للعلاج لمنع انتقال الفيروس إلى أطفالهن.

وأوضحت أنّ العدد الكلي للذين يتلقون العلاج فقط 5.140 شخصاً، ورصدت عدد من خضعوا للعلاج خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى غاية سبتمبر/أيلول الماضي، إذ بلغ 85.568، وكان حجم الحالات الموجبة 1.668، بينما وصل الحوامل اللاتي أخضعن للفحص 58.130 بحالات موجبة تقدّر بـ 54 ألفاً.

وأشارت إلى حجم مراكز رعاية وعلاج مرضى الإيدز الذي بلغ 37، بالإضافة 297 مركزاً للفحص الطوعي والإرشاد النفسي و410 مراكز لعلاج الأمراض المنقولة جنسياً و357 مركزاً لمنع انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين.

وقالت وزيرة الدولة بالصحة، سمية إدريس، في كلمتها خلال المؤتمر الصحافي، إنّ حجم انتشار مرض الإيدز في البلاد أقل من واحد، ولا يتعدى 0.24 بالمائة، لكنها شددت على جعل المرض ضمن أولويات الدولة للوصول إلى "0 إيدز"، لكنها عادت وأكدت استحالة الخطوة في ظل الوصمة الاجتماعية التي يواجه بها المريض وضعف الوعي، الأمر الذي يقود الكثيرين للإحجام عن الفحص والعلاج.

وأضافت أن "الوصمة مشكلة رئيسية تمارس حتى في الحقل الصحافي"، مشددة على ضرورة سن قوانين توفر لمريض الإيدز كافة الحقوق، ومحاسبة كل من يمتنع عن تقديم الخدمات له.

وتابعت "في حال وصمة المريض سينتقل لخانة سالبة ويصبح ضدّ المجتمع"، وكشفت عن إتمام عدد من المناهج الخاصة بالإيدز لتعميمها على المدارس والجامعات السودانية في إطار التوعية بالمرض.

من جانبها، خطّت ممثلة وكالة الأمم المتحدة، هند حسن، جملة من التحديات تواجه مرض الإيدز في السودان، أهمها عدم الوصول إلى المرضى، فـ10 في المائة فقط من المتعايشين مع المرض يتلقون العلاج رغم توفره إلى جانب الفحص مجاناً وفي كل أنحاء البلاد، ورأت أن التمويل الدولي يمثل تحدياً آخر، الأمر الذي يتطلب البحث عن بدائل محلية قومية للاستمرار في تنفيذ البرامج الخاصة بالإيدز.




المساهمون