انضمت والدة سارة الأمين، وهي أحدث ضحايا العنف الأسري إلى صف والدات ضحايا العنف الأسري في لبنان. وتقدمت مسيرة "للصبر حدود .. أسرعوا في محاكمة قتلة النساء"، التي نظمتها جمعية "كفى عنف واستغلال" بعد ظهر أمس السبت، في العاصمة اللبنانية بيروت.
اشتهرت سارة في وسائل الإعلام بوصفها "المرأة التي قتلها زوجها بسبع عشرة طلقة". لكنّ والدتها بدت وكأنها هي من تلقت الطلقات كلها. خاطبت بصوتها المبحوح الكاميرات: "أريد العدالة لابنتي.. لا تصوروا وجهي بل صوروا صورتها التي أرفعها". رددت السيدة مفردة "الإعدام" مراراً؛ خشية أن يصبح مصير قاتل ابنتها كمصير عدد من القتلة الآخرين الموقوفين على ذمة التحقيق منذ أعوام عدة من دون محاكمات. حضر إلى جانبها عدد كبير من أفراد عائلتها، ذكوراً وإناثاً، لتقديم الدعم لها والمطالبة إلى جانبها بتحقيق العدالة سريعاً.
تشير المحامية في منظمة "كفى"، ليلى عواضة، في حديث لـ "العربي الجديد" إلى "خشية حقيقية لدى المؤسسات التي تعنى بشؤون المرأة، وأهالي الضحايا، من تحول قاتل سارة الأمين إلى موقوف آخر كباقي قتلة السيدات في لبنان، بدل الإسراع في محاكمته وإنزال العقاب الملائم لجرمه وهو القتل العمد.. ليكون عبرة لغيره من الرجال".
اختارت سيدات لبنان بالأمس خيار الشارع للمطالبة بالإسراع في محاكمة الموقوفين. تجمعن عند أبواب المتحف الوطني وانطلقن إلى مقر وزارة العدل القريبة، للاعتصام عند أبوابها.
وصلت السيدات على دفعات من مختلف المناطق اللبنانية التي تنتمي إليها ضحايا العنف الأسري، واللواتي قضى البعض منهن قتلاً على يد الأزواج في السنوات الماضية. كما وصلت مجموعة سيدات من بيروت على متن الدراجات الهوائية، وانضمت للاعتصام الذي تحول إلى مسيرة.
تأخرت إحدى السيدات في الوصول، لكنها جاءت تحمل طفلة صغيرة على كتفيها، وترافقها ابنتها الثانية. أشارت السيدة بإصبعها إلى موقع جلوس أمهات ضحايا العنف الأسري فاطمة بكور، ومنال عاصي، ورولا يعقوب. وتوجهت مع بناتها إليهن. جلس الجميع على الدرج حيث قدمت الناشطات في منظمة "كفى عنف واستغلال" عرضاً للعادات والتعابير الذكورية المنتشرة في لبنان، والتي تساهم في زيادة حالات العنف ضد السيدات.
تقدمت والدات الضحايا المتشحات بالسواد المسيرة، وسار خلفهن العشرات من داعمي قضيتهن. تبادل الجميع التساؤلات عن سبب تقلص الحشد عن المسيرات السابقة، لكن إصرار الحاضرين على استكمال المسيرة كان واضحاً في الشعارات التي رددوها واللافتات التي رفعوها. كما أعطى حضور عدد من الإعلاميين والإعلاميات والممثلين والممثلات إلى المسيرة زخماً إضافياً للقضية.
ركزت مطالب السيدات على "الإسراع في محاكمة قتلة النساء، وتشديد العقوبات على جرائم قتل النساء، ورفض الأسباب التخفيفية التي تعتمد على حجج المجرم، وإعطاء الأولوية لملفات النساء المعنفات من خلال إنشاء محكمة أسرية خاصة".
مثل هذه المطالب يتلاقى مع مجموعة تعديلات تطالب المؤسسات الحقوقية النسائية بإدراجها ضمن قانون "حماية المرأة وسائر أفراد العائلة من العنف الأسري"، الذي أُقرّ قبل عام.
وفي هذا الإطار، تواصل منظمة "كفى" الضغط باتجاه إقرار التعديلات التي تراها جوهرية على القانون، وهي "إنشاء قطعة متخصصة بالعنف الأسري في قوى الأمن الداخلي. وتكليف محام عام أسري أو أكثر في كل محافظة لبنانية. وإصدار تدابير حماية تُبعد المُعنِّف عن الضحية. وإنشاء صندوق خاص لدعم ضحايا العنف الأسري". كلّها مطالب يرفعها الحقوقيون في مطالبهم المستمرة. وبالأمس انضمت إليهن والدة سارة الأمين، وضمت طلبها إلى القائمة: "عاقبوا من قتل ابنتي.. عاقبوا من أحرق قلبي".
أم كلثوم تغني لهن
أدراج المتحف الوطني في بيروت لطالما حفظت شعارات المنظمات النسوية، والنساء المعنّفات، وأهالي ضحايا العنف ضد النساء. لكنّ المشاركات هذه المرة، كشفن عن ضيق صدورهن من المماطلة القائمة. وهو ما دفعهن إلى رفع شعار أغنية أم كلثوم "للصبر حدود"، وترديدها رفضاً لاستمرار العنف الأسري ضد النساء.
إقرأ أيضاً: 17 رصاصة قتلت سارة
اشتهرت سارة في وسائل الإعلام بوصفها "المرأة التي قتلها زوجها بسبع عشرة طلقة". لكنّ والدتها بدت وكأنها هي من تلقت الطلقات كلها. خاطبت بصوتها المبحوح الكاميرات: "أريد العدالة لابنتي.. لا تصوروا وجهي بل صوروا صورتها التي أرفعها". رددت السيدة مفردة "الإعدام" مراراً؛ خشية أن يصبح مصير قاتل ابنتها كمصير عدد من القتلة الآخرين الموقوفين على ذمة التحقيق منذ أعوام عدة من دون محاكمات. حضر إلى جانبها عدد كبير من أفراد عائلتها، ذكوراً وإناثاً، لتقديم الدعم لها والمطالبة إلى جانبها بتحقيق العدالة سريعاً.
تشير المحامية في منظمة "كفى"، ليلى عواضة، في حديث لـ "العربي الجديد" إلى "خشية حقيقية لدى المؤسسات التي تعنى بشؤون المرأة، وأهالي الضحايا، من تحول قاتل سارة الأمين إلى موقوف آخر كباقي قتلة السيدات في لبنان، بدل الإسراع في محاكمته وإنزال العقاب الملائم لجرمه وهو القتل العمد.. ليكون عبرة لغيره من الرجال".
اختارت سيدات لبنان بالأمس خيار الشارع للمطالبة بالإسراع في محاكمة الموقوفين. تجمعن عند أبواب المتحف الوطني وانطلقن إلى مقر وزارة العدل القريبة، للاعتصام عند أبوابها.
وصلت السيدات على دفعات من مختلف المناطق اللبنانية التي تنتمي إليها ضحايا العنف الأسري، واللواتي قضى البعض منهن قتلاً على يد الأزواج في السنوات الماضية. كما وصلت مجموعة سيدات من بيروت على متن الدراجات الهوائية، وانضمت للاعتصام الذي تحول إلى مسيرة.
تأخرت إحدى السيدات في الوصول، لكنها جاءت تحمل طفلة صغيرة على كتفيها، وترافقها ابنتها الثانية. أشارت السيدة بإصبعها إلى موقع جلوس أمهات ضحايا العنف الأسري فاطمة بكور، ومنال عاصي، ورولا يعقوب. وتوجهت مع بناتها إليهن. جلس الجميع على الدرج حيث قدمت الناشطات في منظمة "كفى عنف واستغلال" عرضاً للعادات والتعابير الذكورية المنتشرة في لبنان، والتي تساهم في زيادة حالات العنف ضد السيدات.
تقدمت والدات الضحايا المتشحات بالسواد المسيرة، وسار خلفهن العشرات من داعمي قضيتهن. تبادل الجميع التساؤلات عن سبب تقلص الحشد عن المسيرات السابقة، لكن إصرار الحاضرين على استكمال المسيرة كان واضحاً في الشعارات التي رددوها واللافتات التي رفعوها. كما أعطى حضور عدد من الإعلاميين والإعلاميات والممثلين والممثلات إلى المسيرة زخماً إضافياً للقضية.
ركزت مطالب السيدات على "الإسراع في محاكمة قتلة النساء، وتشديد العقوبات على جرائم قتل النساء، ورفض الأسباب التخفيفية التي تعتمد على حجج المجرم، وإعطاء الأولوية لملفات النساء المعنفات من خلال إنشاء محكمة أسرية خاصة".
مثل هذه المطالب يتلاقى مع مجموعة تعديلات تطالب المؤسسات الحقوقية النسائية بإدراجها ضمن قانون "حماية المرأة وسائر أفراد العائلة من العنف الأسري"، الذي أُقرّ قبل عام.
وفي هذا الإطار، تواصل منظمة "كفى" الضغط باتجاه إقرار التعديلات التي تراها جوهرية على القانون، وهي "إنشاء قطعة متخصصة بالعنف الأسري في قوى الأمن الداخلي. وتكليف محام عام أسري أو أكثر في كل محافظة لبنانية. وإصدار تدابير حماية تُبعد المُعنِّف عن الضحية. وإنشاء صندوق خاص لدعم ضحايا العنف الأسري". كلّها مطالب يرفعها الحقوقيون في مطالبهم المستمرة. وبالأمس انضمت إليهن والدة سارة الأمين، وضمت طلبها إلى القائمة: "عاقبوا من قتل ابنتي.. عاقبوا من أحرق قلبي".
أم كلثوم تغني لهن
أدراج المتحف الوطني في بيروت لطالما حفظت شعارات المنظمات النسوية، والنساء المعنّفات، وأهالي ضحايا العنف ضد النساء. لكنّ المشاركات هذه المرة، كشفن عن ضيق صدورهن من المماطلة القائمة. وهو ما دفعهن إلى رفع شعار أغنية أم كلثوم "للصبر حدود"، وترديدها رفضاً لاستمرار العنف الأسري ضد النساء.
إقرأ أيضاً: 17 رصاصة قتلت سارة