يصنعان السجاد بالرغم من إعاقتيهما

07 ابريل 2015
صمما على تعلّم الحياكة (انتصار الدنان)
+ الخط -

يعيش في مخيم عين الحلوة في صيدا (جنوب لبنان)، الشابان محمد العلي ومحمد أبو الخير. في السابق، كانا يفضّلان عدم الاختلاط بالناس لكونهما يعانيان من الشلل، إلى أن أتيحت لهما فرصة العمل في جمعية "مساواة"، التي تعمل مع الشباب، وتحديداً ضمن مشروع "العشرة آلاف ليرة"، بهدف تعزيز ثقتهما بنفسيهما.

يعاني العلي من مرض الشلل النصفي، يبلغ من العمر تسعة عشر عاماً. أما أبو الخير، فيعاني من الشلل أيضاً وتحديداً في الجهة اليمنى. يقول العلي: "حين كنت صغيراً، لاحظ أهلي وجود كيس دهني في ظهري. وبعدما قصدت مجموعة من الأطباء، أجمعوا على ضرورة إجراء عملية لإزالته، لأن بقاءه قد يعرّض حياتي للخطر. وبعد إجراء العملية، أُصبت بشلل نصفي". يضيف: "في البداية، عانيت كثيراً. لكن مع الوقت، تمكنت من تخطي الأمر. التحقت بمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). لم يكن الأمر سهلاً، بسبب عجزي عن المشي بشكل طبيعي. كان هذا يشعرني بالإحباط. تركت المدرسة وصرت أتنقل بين المؤسسات للتعلّم".

يضيف العلي: "بعدها، التحقت بجمعية مساواة، وقررت تعلّم حياكة السجاد من خلال استخدام النول. على الرغم من أنه عمل هيّن، واجهت صعوبة في تعلّمه في البداية. كنت أخطئ كثيراً. لكن الإنسان لا يتعلّم إلا من أخطائه". يتابع: "في مرات كثيرة، كنت أشعر بضيق كلما رأيت زملائي يمشون بطريقة سليمة، فيما أنا عاجز عن المشي. وأكثر ما كان يؤلمني في المدرسة أنني كنت أرى رفاقي يركضون، فيما أنا عاجز عن الركض. فتركت المدرسة".

أما أبو الخير، الذي يبلغ من العمر أربعة وعشرين عاماً، فيقول إنه ولد وهو يعاني من الشلل. التحق بإحدى المدارس لمدة خمس سنوات، وبعدما تركها، "شعرت بأن حالتي النفسية تزداد سوءاً. قررت شراء أكياس النايلون وبيعها للمحال الموجودة في سوق المخيم لأتعرف على الناس وأحارب شعوري بالوحدة والفراغ". يتابع: "بعدها، التحقت بالجمعية لأتعلّم الحياكة. في البداية، كان الأمر صعباً للغاية. لكنني صممت على المتابعة، إلى أن تعلمت الحياكة".
ويشرح أبو الخير بالقول إن "تعلّم الحياكة كانت صعباً بسبب عدم قدرتي على تحريك يديّ بسهولة، علماً أن الحياكة من خلال النول تعد عملاً دقيقاً. مع الوقت، لم أعد أخجل من كوني معوّقاً". ويشير إلى أنه عادة ما يهتم بتنسيق الألوان، وخصوصاً لدى حياكة أشياء ترتبط بالتراث الفلسطيني.

في السياق، تقول المشرفة على مشروع التطريز في الجمعية، إلهام عبد الغني، إن "استخدام النول لصنع المفارش أو السجاد وغيره يعد سهلاً للغاية. وحالياً، نحضّر لإقامة معرض".