تلاميذ تونس بلا امتحانات.. حيرة للعائلات

31 مارس 2015
التعليم الإرث الوحيد الباقي من عهد بورقيبة (فرانس برس)
+ الخط -

تجد العائلات التونسية نفسها محاصرة منذ أشهر، بسبب الصراع الدائر بين نقابات التعليم ووزارة التربية، صراع يرابط فيه كل طرف في موقفه من دون أي رغبة أو استعداد للتنازل.

ورغم تغيير الحكومة ومجيء وزير جديد للتربية، ناجي جلول من نداء تونس المحسوب على اليسار، فإن النقابة لم تغيّر موقفها في المطالبة بجملة من الزيادات والإجراءات لفائدة منخرطيها في التعليم الثانوي بالخصوص.

وبرغم أن هذه الفترة هي في العادة موسم الإعداد لامتحانات آخر السنة، فإن التلاميذ التونسيين لم يتمكنوا حتى من إجراء امتحانات الثلاثية الثانية التي تسبق عادة عطلة الشتاء التي انتهت منذ يومين.

وعاد التلاميذ إلى أقسامهم من دون أي تغيير يُذكر ولا أحد يعلم إن كانت الامتحانات ستجري أصلاً ولا كيف ومتى، وهي أسئلة حارقة وصعبة لأن رزنامة مواعيد الامتحانات مضبوطة بدقة، وتأخير مرحلتها الأولى سيقود بالضرورة إلى تغيير في بقية السنة الدراسية، ما يعني إما التمديد فيها إلى الصيف ورمضان، أو تكثيفها في فترة واحدة وإعادة جدولتها بخنق التلاميذ والعائلات والمربين في نفس الوقت، ما سيقود بالضرورة إلى رفع سوق مضاربات الدروس الخصوصية التي ارتفعت أسعارها في الفترة الأخيرة بشكل جنوني.

آخر الأخبار تقول إن الأمر رُفع إلى الحكومة، اليوم الثلاثاء، لتنظر الجلسة التفاوضية في مقترحات جديدة للوزارة قدمتها للأساتذة، غير أنها تبدو غامضة ولا تستجيب للمطالب الأساسية التي تطالب بها النقابة منذ بداية الصراع، بحسب أطراف نقابية، ما يعني استمرار حرب كسر العظام بين الطرفين، وصراع استنزاف كل جانب للآخر، غير عابئين بما تدفعه العائلات التونسية من ثمن، وهي المهووسة بالتعليم وبفترة الامتحانات بشكل خاص.

وفيما تتزايد المخاوف من "سنة بيضاء" لا تُحتسب في ارتقاء التلاميذ الآلي من فصل إلى آخر، تبدو الحكومة منشغلة بأولويات أخرى، لا يأتي الموسم الدراسي من ضمنها في الظاهر، وهو رهان النقابات التي تدفع الضغط إلى أقصاه لإحراجها أمام الأولياء، وبنفس الطريقة والأسلوب تراهن وزارة التربية على وضع التلاميذ والأولياء في مواجهة الأساتذة.

وشهدت بعض المدارس والمعاهد حالات كثيرة لإضراب التلاميذ أمام أساتذتهم واتهامهم علناً بالجشع وعدم الاكتراث بمستقبل الدارسين، ووصل الأمر إلى الاعتداء على سيارات بعضهم، ما خلق أجواء مشحونة جداً في المؤسسات التربوية.

وبين الوزارة والنقابة تتوه العائلات التونسية، "كالكورة بين الذكورة"؛ مثل شعبي تونسي شهير، وتبقى حائرة أمام وضع لا أحد يعرف كيف سينتهي وإلى ما سيؤول، ولكنها متأكدة من أنها ستدفع وحدها الثمن مهما كانت صيغة الاتفاق.


اقرأ أيضاً:
مدارس تونس من دون مدرّسين
التعليم الخاص يُثير غضب التونسيّين
المساهمون