"التطعيس": رياضة الموت في قطر

12 مارس 2014
+ الخط -


في الوقت الذي تحتفل دول "مجلس التعاون الخليجي" بـ"أسبوع  المرور" الذي تجري فعالياته في عواصم الدول الست ويهدف إلى رفع مستوى الوعي المروري وتخفيض نسب الوفيات وخاصة في أوساط الشباب تبرز  رياضة "التطعيس"، أو ركوب الرمال، في قطر كأحد الأسباب المؤدية الى ارتفاع نسب الوفيات في هذه الأوساط.

ورياضة "التطعيس"  معروفة  في دول المجلس، يمارسها في الغالب الشباب الذين يعشقون صعود التلال الرملية (الطعوس) بسياراتهم في جو من الإثارة وروح المغامرة. وترتبط التسمية بكلمة "طعس " التي تعني التل.

لا توجد في قطر إحصاءات رسمية عن عدد الوفيات أو الإصابات التي تتسبب بها  هذه الرياضة ، والتي يشهدها شاطئ سيلين ،على الساحل الشرقي جنوب مدينة مسيعيد في قطر، والذي يتكون من كثبان رملية ممتدة على مساحات شاسعة. إلا أن اسم الشاطئ صار يرتبط بالموت، فلا يكاد يمر أسبوع  دون حدوث وفاة، أو إصابة بليغة في أوساط الشباب والسياح الذين يمارسون هذه الرياضة.  

ورغم أن "سيلين" يعتبر المنتجع الأول الذي تقصده الغالبية العظمى من المواطنين والمقيمين تقريباً في المناسبات والأعياد وفي مواسم التخييم، إلا أن الكثيرين هجروه بحثاً عن مواقع أخرى خوفاً على أنفسهم وأبنائهم من المخاطر التي يرونها ويسمعون عنها. إذ يتسبب قيام الشباب بالحركات الاستعراضية وسعيهم إلى لفت الانتباه إليهم من خلال الحركات الخطيرة على الكثبان الرملية إلى وقوع حوادث مميتة.
تأجير قاتل

يمارس الشباب رياضة "التطعيس" من خلال تأجير الدراجات النارية (البانشيات) أو قيادة سيارات الدفع الرباعي حديثة الطراز. ويبدأ الموسم في قطر مع بداية موسم التخييم (الربيع) ويشهد تزايد الأعداد في عطلة الأسبوع، ما قد يسبب ازدحاماً في المكان ويوقع حوادث كثيرة.

وتتزايد حوادث "التطعيس" في هذه الفترة خاصة لركاب "البانشيات"، حيث لا يوجد قيود على استخدامها. وبعض العائلات لديها دراجات خاصة بها، فيركبها الأولاد ويصعدون بها المرتفعات من دون وضع خوذات الرأس، فتقع عندئذ حوادث كثيرة. كما أن كثيراً من الشباب دون سن الثامنة عشرة يقودون سيارات الدفع الرباعي، وهم لا يحملون رخصة قيادة، ما يعرضهم وأقرانهم للخطر الشديد.

ومع تزايد أعداد الوفيات بين الشباب، وضعت "مؤسسة حمد الطبية" مركز إسعاف في منطقة سيلين، كما وفرت طائرة خاصة لإنقاذ المصابين ممن تنقلب بهم سيارات الدفع الرباعي أو " البانشيات".

وتبرز الحاجة كما يقول مختصون في الحوادث المرورية إلى وضع قوانين صارمة من أجل ممارسة هذه الرياضة، لمنع تكرار مثل هذه الحوادث وإلزام راكب العربة الصحراوية غير المغلقة بالكامل أوراكب الدراجة النارية الصحراوية بارتداء خوذة الحماية. فضلا عن توفير دوريات للشرطة، مع تحديد مواقع ممارسة رياضة "التطعيس " عن  طريق نظام جهاز ملاحة (GPS)  خلال عطلة نهاية الأسبوع على الأقل.
حوادث السير

جدير بالذكر أن دول "مجلس التعاون الخليجي"  مازالت تسجل أكبر عدد من الضحايا سنويا بسبب حوادث المرور. ووفقا لدراسة أجرتها "مؤسسة أبحاث النقل" التابعة لجامعة "ميشيغان" الأميركية العام الماضي، تضمنت 193 دولة، حلّت الإمارات العربية المتحدة في صدارة الدول التي سجلت أعلى نسب وفيات بسبب حوادث السير، تلتها قطر، ثم الكويت.

وجاءت الإمارات في صدارة الدول التي سجلت أعلى نسبة وفيات بلغت 15.9 بالمئة بسبب حوادث السير. وجاءت قطر في الموقع الثاني بنسبة 14.3بالمئة وبعدد وفيات بلغ 204 حالات عام 2012.  وسجّلت الكويت نسبة 7.9 بالمئة.

وبلغت نسبة ضحايا حوادث الطرقات في البحرين 7.3 بالمئة، فيما حلّت سلطنة عمان في المرتبة الخامسة   خليجيا حيث بلغ معدل وفيات الطرقات 30 وفاة لكل مائة ألف من السكان.

المساهمون