يوم النوبة العالمي... أحلام أبناء أرض الذهب أسيرة الانقلاب

07 يوليو 2021
يطالب النوبيون بالعودة إلى قراهم الأصلية (Getty)
+ الخط -

يمر احتفال النوبيين بـ"اليوم العالمي للنوبة" في 7 يوليو/ تموز من كل عام، في ظل تجاهل حكومي صارخ لمطالبهم التاريخية التي أكدها دستور البلاد الذي صدر في عام 2014، والتي تتركز منذ عشرات السنين حول مطلب العودة إلى ضفاف بحيرة ناصر القريبة من قراهم الأصلية.

ويحتج النوبيون على قرار السلطات المصرية طرح بعض أراضي منطقتي "توشكى" و"خورقندي"، اللتين تقعان ضمن أراضي النوبة القديمة، للبيع بالمزاد العلني أو حق الانتفاع في إطار مشروع لزراعة 1.5 مليون فدان، ويطالبون بأحقيتهم في تنمية هذه الأراضي.

وبدأت قصة تهجير النوبيين في عام 1902، عندما بدأت مصر العمل في "خزان أسوان"، إلا أن التهجير الكبير وقع في عام 1963، عندما بدأت الحكومة المصرية في بناء "السد العالي"، حيث تم تهجير 44 قرية نوبية من مساحة 350 كيلومترا مربعا.
ورغم أن مطالب النوبيين ذكرت بشكل واضح في الدستور، وتحديداً في المادة 236 التي تنص على أن "تعمل الدولة على وضع وتنفيذ مشروعات تعيد سكان النوبة إلى مناطقهم الأصلية، وتنميتها خلال عشر سنوات"، غير أن الحكومة، وبعد مرور 7 سنوات على صدور الدستور، لم تنفذ أي خطوة في سبيل إعادتهم.

وخالفت السلطات المصرية نص الدستور بأن "تكفل الدولة وضع وتنفيذ خطة للتنمية الاقتصادية والعمرانية الشاملة للمناطق الحدودية والمحرومة، ومنها الصعيد وسيناء ومطروح ومناطق النوبة، وذلك بمشاركة أهلها فىي مشروعات التنمية، وفي أولوية الاستفادة منها، مع مراعاة الأنماط الثقافية والبيئية للمجتمع المحلي، خلال عشر سنوات من تاريخ العمل بالدستور"، إذ لم تنفذ حتى الآن أي من هذه المشروعات.
ويحتفل النوبيون في مختلف أنحاء العالم سنويا باليوم العالمي للنوبة، وظهرت فكرة الاحتفال في عام 2004 من قبل عدد من التكتلات النوبية، وحينها دعا الباحث النوبي محمد سليمان ولياب إلى ضرورة توحيد تاريخ الفعاليات في مختلف دول العالم، ليختار النوبيون اليوم السابع من الشهر السابع من كل عام، لارتباطه بالكثير من العادات النوبية، كنزول الطفل المولود لمياه النيل في اليوم السابع، ومرور المرأة عقب الإنجاب 7 مرات على البخور، وزيارات المقابر عقب الوفاة التي تستمر سبعة أيام.

وتتجاهل وسائل الإعلام المصرية احتفالات النوبيين باليوم العالمي للنوبة، وتقتصر الاحتفالات على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال النشطاء النوبيين الذين لا يسمح لهم بالتجمع منذ سنوات بقرار من الأجهزة الأمنية، تحت شعار "الأمن القومي".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وفتحت "ثورة يناير" المجال للنوبيين لعرض مطالبهم وعقد مؤتمرات لتوضيح قضيتهم، ونجحوا في تصحيح الصورة السلبية عنهم، التي روجتها الأجهزة الأمنية على مدار عقود، نافين فكرة أن النوبيين يريدون الانفصال عن مصر، لكن الانقلاب العسكري في 2013 كان سببا في تأجيل أحلام النوبيين.

واسم "النوبة" مشتق من كلمة "نوب" وتعني الذهب، وسميت المنطقة بذلك لوجود أكبر مناجم الذهب فيها، بمنطقة "العلاقي"، وتمتد بلاد النوبة تاريخيا من جنوب مصر إلى قلب قارة أفريقيا، وانقسمت إلى ثلاث ممالك، هي كوش ومروي ونباتا، التي ضمت دول إثيوبيا وتنزانيا والسودان والكونغو.
والنوبيون من أقدم الشعوب المتحضرة في العالم، وتمركزوا حول نهر النيل منذ آلاف السنين في ما يعرف الآن بجنوب مصر وشمال السودان، وكانت النوبة القديمة تنقسم إلى ثلاث مناطق جغرافية، وهي المنطقة الشمالية التي يسكنها شعب "الكنوز"، وهم يتحدثون اللغة الماتوكية، والمنطقة الوسطى ويسكنها العرب، وتضم ست قرى، ويتحدثون اللغة العربية إلى جانب النوبية، والمنطقة الجنوبية ويسكنها النوبيون "الفاديجا".

المساهمون