يمنيون في تعز يمضون العيد بالبهجة ولبس جديد رغم أنف الحرب
هشام سرحان
يعيش سكان مدينة تعز في وسط اليمن أجواء عيد الفطر، ويحتفون به عبر الأنشطة والعادات المتوارثة رغم الحصار المفروض على المدينة من قبل جماعة الحوثي منذ عام 2015.
يعاني سكان المدينة من تدهور ظروفهم المعيشية، في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وانقطاع الرواتب، وغلاء الأسعار، لكنهم يحاولون استعادة مظاهر الفرح في العيد باعتباره فسحة للبهجة.
يتشاطر الكبار والأطفال مظاهر الفرح، ومن بينها ارتداء الملابس الجديدة، وأداء صلاة العيد، ثم تبادل التهاني، وخلال أيام العيد، يقومون بزيارة الأقارب والأصدقاء، واستقبال الضيوف بحفاوة، ولا تخلو الزيارات من العصائر والحلويات والكعك والمكسرات، وخصوصاً الزبيب اليمني، واللوز، والفستق.
تبدو مدينة تعز خلال أيام عيد الفطر مختلفة، فتتردد أصداء تكبيرات العيد في الأزقة والأحياء والشوارع التي تعج بالحركة، ويتسابق الأطفال والكبار لاغتنام سعادة يفتقدونها في سائر الأيام الأخرى.
يقول المواطن رضوان علي لـ"العربي الجديد" إن "سكان تعز يقاومون كل التحديات والصعوبات للاحتفال بعيد الفطر بالشكل الذي اعتادوه قبل الحرب والحصار. استقبلنا العيد بشكل رائع، واحتشدنا في الشوارع في أول أيامه، وكنا فرحين ومبتهجين بحلوله".
وتقول الطفلة إيناس أحمد: "نستقبل العيد بالفرح، ونشعر فيه بالبهجة. في أول يوم نلبس الملابس الجديدة، ونسلم على أهلنا، ونبارك لهم بمناسبة العيد، ثم نخرج إلى الشوارع للعب، وفي ثاني أيام العيد نزور أقاربنا، ونذهب إلى الحدائق، وأهنئ الشعب اليمني بمناسبة عيد الفطر، وأتمنى أن يحل عليهم بالخير والبركات".
وتشير صديقتها عائشة التبعي إلى أن أبرز مظاهر الفرح هو تلقي "العيدية"، وتقول: "نزور الأهل والأصدقاء، ونلعب مع بقية الأطفال، وفرحتنا بالعيد ما زالت كبيرة رغم الحرب والحصار".
ويقوم سكان مدينة تعز قبيل عيد الفطر بتزيين المنازل، وتبخيرها، كما ينتقل بعضهم إلى الوجهات الطبيعية للتنزه وقضاء الإجازة، ومن بين تلك الوجهات "جبل صبر" و"وادي الضباب"، وذلك بسبب ندرة الحدائق والمتنزهات.
تقول رغد عبد الله لـ"العربي الجديد": "نفعل في العيد الأشياء التي تفرحنا، ونحاول أن نسعد أنفسنا، فالعيد يأتي بعد صيام رمضان، ويغمرنا كعادته بالفرح".
وقلص الحصار من فرص التنزه في عيد الفطر، والذي اعتاد فيه الناس زيارة "قلعة القاهرة" التاريخية، وحضور الفعاليات الرسمية التي كانت تنظم سنوياً في المحافظة، وهو ما لم يعد ممكناً بسبب الحرب.
وحذر نائب مدير الهيئة العامة للآثار في المحافظة، أحمد جسار، من مخاطر زيارة قلعة القاهرة خلال إجازة عيد الفطر، وأوضح لـ"العربي الجديد" أن "جدران القلعة مفككة، وشبه منهارة، وقد تتساقط على الزوار لتحول أفراحهم إلى أحزان".
وأعلن مكتب الثقافة في المحافظة، الأحد الماضي، استكمال تحضيراته لإقامة فعاليات العيد السنوية، وذكر مصدر مسؤول أن الفعاليات تتضمن فقرات فنية في نادي تعز السياحي بوسط المدينة، عوضاً عن قلعة القاهرة الأثرية.