وقفة تضامنية مع الأسير المريض يوسف مقداد في غزة

12 ديسمبر 2022
من وقفة اليوم دعماً للأسير يوسف مقداد وأسرى مرضى آخرين (العربي الجديد)
+ الخط -

تسيطر حالة من القلق على الشاب أنس مقداد نجل الأسير الفلسطيني يوسف مقداد المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002، وذلك نتيجة تعرّض والده لنوبة قلبية (احتشاء عضلة القلب) مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، الأمر الذي تسبّب في تدهور حالته الصحية في خلال الأيام الأخيرة.

وشارك أنس مقداد مع مجموعة من أفراد عائلته وعشرات من الفلسطينيين، اليوم الإثنين، في وقفة تضامنية مع والده الأسير المريض ومع مجموعة من الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، من ضمنهم وليد دقة وناصر أبو حميد، أمام مقرّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة.

ورفع المشاركون في الوقفة صوراً للأسرى المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى لافتات وشعارات تطالب الجهات الدولية بالتدخّل العاجل للإفراج عن الأسرى المرضى، وتقديم العلاج اللازم لهم في المستشفيات الإسرائيلية، وإجراء فحوص دورية وشاملة للأسرى.

يقول أنس لـ"العربي الجديد" إنّ "حالة والدي الصحية تدهورت على نحوٍ مفاجئ في الثاني من ديسمبر الجاري، عندما تعرّض لنوبة قلبية تسبّبت في انسداد ثلاثة شرايين رئيسية". يضيف الشاب أنّ "والدي يحتاج حالياً إلى الخضوع لعملية قلب مفتوح من أجل ضمان عدم تدهور حالته الصحية بشكل أكبر في الفترة المقبلة، فيما يقوم الاحتلال بمواصلة احتجازه في سجن نفحة الصحراوي، ونقله عند حاجته إلى تدخّل طبي إلى عيادة سجن الرملة".

ويشير أنس إلى أنّ "العائلة تعيش أوقاتاً صعبة جداً حالياً، نتيجة تضارب الأخبار المتعلقة بوالده والخاصة بحالته الصحية، وهو الأمر الذي يتطلب تدخلاً من المؤسسات الدولية وتحديداً اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل توفير الرعاية الصحية له أو السعي إلى إصدار قرار مبكر بالإفراج عنه".

وفي حين تظهر حالات مرضية جديدة في صفوف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي لا سيّما الأمراض السرطانية وتلك المزمنة، ترفض مصلحة السجون إجراء فحوص شاملة ودورية للأسرى.

من جهته، يقول رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة لـ"العربي الجديد" إنّ "عدم إجراء الاحتلال فحوصا شاملة للأسرى ينطوي على كارثة كبيرة على صعيد الواقع الصحي الخاص بالأسرى الفلسطينيين، كون عشرات منهم مصابين بأمراض من دون معرفتهم".

يضيف فروانة أنّ "مصلحة السجون الإسرائيلية تلجأ في العادة إلى عدم الإفصاح عن الأمراض التي يعاني منها الأسرى الفلسطينيون، إلى جانب الإجراءات المتخذة بحقّهم والتي تمسّ بحياتهم، وهي سياسة معتادة من قبل السجانين الإسرائيليين". ويتابع فروانة أنّه "ثمّة 25 أسيراً فلسطينياً مصابون بالسرطان إلى جانب آخرين مصابين بأمراض قلبية ويحتاجون إلى عمليات جراحية، في حين يبلغ عدد الأسرى المرضى 600، من بينهم 200 في حاجة إلى تدخّل علاجي فوري".

وفي كلمة له على هامش الوقفة، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل إنّ فصائل المقاومة الفلسطينية لن تسمح للاحتلال بمواصلة الاستفراد بالأسرى الفلسطينيين في سجونه، تحديداً الأسرى المرضى من بينهم، وسوف تعمل بكلّ الطرق من أجل تحريرهم وحمايتهم.

وشدّد المدلل على ضرورة تدخّل المؤسسات الدولية، وتحديداً اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من أجل حماية الأسرى الفلسطينيين وإلزام الاحتلال بتوفير الرعاية الطبية اللازمة لمئات الأسرى وإجراء العمليات الجراحية لهم بصورة عاجلة. وتابع المدلل أنّ ملف الأسرى في سجون الاحتلال سوف يبقى على رأس أولويات الفصائل الفلسطينية، لافتاً إلى تحضيرات لإطلاق برنامج عمل وطني مشترك على مستوى الأراضي الفلسطينية لنصرة الأسرى المرضى.

المساهمون