وفيات بسبب الحرّ في الشمال السوري

14 اغسطس 2023
الحرّ الشديد مشروع سباحة في إدلب (عز الدين قاسم/ الأناضول)
+ الخط -

توفيت شابة في الـ 20 من العمر في ريف محافظة الحسكة شمال شرق سورية، أمس الأحد، بسبب تعرضها لضربة شمس، فيما بلغت موجة الحرّ في المنطقة ذروتها اليوم الاثنين وصولاً إلى 47 درجة مئوية.

وأوضح الناشط الإعلامي مدين عليان، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "درجات الحرارة المرتفعة جداً تسببت في وفاة عدد من الأشخاص، أحدهم خديجة كنبهر من قرية أم الكيف بمحافظة الحسكة، وسبقتها وفاة الطفل إيفان عثمان في مدينة القامشلي في 9 أغسطس/ آب الجاري بضربة شمس أيضاً، إضافة إلى مياوم انتظر تحت حرارة الشمس الحارقة الحصول على فرصة عمل".

أضاف: "حذر الأطباء من التعرض لأشعة الشمس مباشرة خلال ساعات الذروة، خاصة الأطفال وكبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة، كونهم الأكثر تأثراً بمخاطر الإجهاد الحراري، علماً أن درجات الحرارة تجاوزت معدلاتها بفارق يتراوح بين 6 و9 درجات في مناطق شمال شرقي سورية".

ولفت إلى أن المنطقة سجلت عشرات حالات التسمّم والتهاب الأمعاء، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع المياه والكهرباء.

وتشهد مناطق شمال شرقي وشمال غربي سورية ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة التي تجاوزت 46 مئوية أمس الأحد واليوم الاثنين، ما زاد معاناة نازحين في مخيمات وسكان لا تتوفر لديهم وسائل لتخفيف الحرّ الخانق عليهم وعلى أطفالهم.

الجريمة والعقاب
التحديثات الحية

قالت رزان الإبرهيم التي تقيم في مدينة القامشلي لـ"العربي الجديد": "لا يمكن أن نفعل شيئاً للتخفيف من الحرارة مع عدم توفر الكهرباء في ساعات الذروة. نجلس ونتصبب من العرق، يحمل كل منا بيده منشفة ويمسح العرق فقط، نبلل أنفسنا بالماء لكنه من دون فائدة مع انقطاع الكهرباء وتوقف المكيّف عن العمل. الوضع لا يطاق كأننا نجلس أمام فرن. خرجت عند الحادية عشرة صباحاً كي أحضر أغراضاً للمنزل فشعرت بضيق في التنفس من شدة الحر، وكان الإسفلت الذي أسير عليه يلتهب. كان الله في عون من يعملون تحت الشمس، ونرجو ألا تحدث وفيات بسبب الحرّ".

أما أسماء حمدان (54 عاماً) التي تقيم في مخيم بمنطقة كفر لوسين بريف إدلب الشمالي، فوصفت موجة الحرّ بأنها "قطعة من جهنم"، وقالت لـ"العربي الجديد": "لم أشهد أبداً موجة حرّ مماثلة سواء في بلدتي بريف حمص أو خلال نزوحي. لا أستطيع أن أتنفس، والمروحة التي أستخدمها تحرك الهواء الساخن. خرجنا ليل أمس الأحد بعيداً عن المخيم بحثاً عن نسمة خفيفة، لكن التنفس كان بالكاد سهلاً. نرجو أن تمضي هذه الموجة على خير".

وأسعفت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، اليوم الاثنين، 5 مدنيين بينهم 3 أطفال إلى مستشفيات بعدما تعرضوا لضربات شمس، وذلك في مدن إدلب ومخيم مرام بكفر جالس وقرية عويجل بريف حلب الشرقي. 

وأوصى الفريق السكان بالتزام إرشادات الوقاية من ضربة الشمس، وشرب كميات من المياه، وعدم التعرض للشمس مباشرة في أوقات الذروة، خاصة الأطفال وكبار السن، حفاظاً على سلامتهم".

المساهمون