وصول أولى مساعدات الصليب الأحمر إلى السودان وسط استمرار القتال

30 ابريل 2023
مساعدات اللجنة الدولية للصليب الأحمر وصلت إلى مدينة بورتسودان انطلاقاً من عمّان (تويتر)
+ الخط -

وصلت الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية التي تخصّصها اللجنة الدولية للصليب الأحمر للسودان، اليوم الأحد، إلى مدينة بورتسودان (شمال شرق)، وذلك من ضمن عمليات الطوارئ التي تنفّذها منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" في منتصف إبريل/ نيسان الجاري، بحسب ما أفاد مسؤولون في المنظمة الإنسانية الدولية في مؤتمر صحافي افتراضي عقدوه في جنيف.

وجاء في بيان أصدرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنّ الشحنة التي أُرسلت من العاصمة الأردنية عمّان تزن ثمانية أطنان، وتضمّ "معدّات جراحية لدعم مستشفيات السودان ومتطوّعي جمعية الهلال الأحمر السوداني الذين يقدّمون الرعاية الطبية للجرحى الذين أصيبوا في خلال القتال" الدائر.

وأضافت اللجنة الدولية في بيانها أنّها سوف ترسل "طائرة ثانية تحمل إمدادات طبية إضافية وموظفين في مجال الطوارئ".

وقال المدير الإقليمي لمنطقة أفريقيا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، باتريك يوسف، في المؤتمر الصحافي: "تمكّنّا من الطيران إلى بورتسودان من عمّان كطاقم طبي مع مستلزمات للتعامل مع جرحى الحرب تكفي لاستقرار 1500 جريح". أضاف: "نأمل الآن بإيصالها في أقرب وقت ممكن إلى بعض أكثر المستشفيات اكتظاظاً في الخرطوم".

وأوضحت المنظمة الإنسانية الدولية أنّه في ظلّ توقّف الرحلات الجوية التجارية من وإلى السودان وإغلاق مجاله الجوي المدني، فإنّها تعمل على تخطّي التحديات اللوجستية والأمنية بغية مدّ يد العون للمدنيين المحتاجين للمساعدة والعالقين في أتون القتال، موضحة أنّ إيصال الإمدادات الطبية إلى المستشفيات ومساعدتها في إعادة تشغيل خطوط المياه والكهرباء أولى أولوياتها.

وأشار يوسف إلى أنّ بيانات منظمة الصحة العالمية تفيد بأنّ 16 في المائة فقط من المستشفيات تعمل في السودان، وأنّ "الوضع مروّع جداً بسبب نقص الأفراد (الكادر الطبي) ونقص الاحتياطيات الطبية". وتابع أنّ "الهلال الأحمر السوداني يحاول الوصول إلى الجثث في الشوارع".

ويغرق السودان في الفوضى مذ انفجر الصراع الدامي على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد "قوات الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في 15 إبريل/نيسان الجاري. وقد أوقعت الاشتباكات القائمة ما لا يقلّ عن 528 قتيلاً و4,599 جريحاً، بحسب أرقام أعلنت عنها وزارة الصحة السودانية أمس السبت، غير أنّه من المرجّح أن تكون الحصيلة أعلى من ذلك.

وإذ عبّر يوسف عن أمله بـ"الحصول على تصاريح وضمانات أمنية" لإيصال المساعدات إلى من يحتاجها، قال: "لدينا طاقم طبي آخر مستعد (...) ونأمل كذلك بإرسال مساعدات انطلاقاً من نيروبي (في كينيا) في الأيام المقبلة".

وفي هذا الإطار، أعربت المنظمة الإنسانية الدولية عن امتنانها للدعم الذي قدّمته السلطات الأردنية في سياق نقل الشحنة الطبية إلى البلد المأزوم، فيما أثنت كذلك على التعاون الذي أبدته السلطات السودانية.

وبحسب ما أوضح بيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فإنّ "العاملين في مجال الرعاية الصحية في السودان يحقّقون المستحيل ويعتنون بالجرحى من دون مياه ولا كهرباء ولا إمدادات طبية أساسية". وقد طالبت اللجنة في بيانها طرفَي النزاع بـ"احترام الالتزامات الواقعة على عاتقها بموجب القانون الدولي الإنساني، وتيسير عمل الموظفين الطبيّين وموظفي العمل الإنساني، ومعاملة المحتجزين معاملة إنسانية"، مشيرة إلى "التحديات اللوجستية والأمنية" التي تواجهها لإيصال العون إلى من يحتاجه.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون