وزير الصحة اللبناني يعلن انتشار الكوليرا "بشكل متسارع" وارتفاع الإصابات والوفيات

19 أكتوبر 2022
أكد وزير الصحة اللبناني انتشار الكوليرا لدى ​النازحين السوريين​ (حسين بيضون)
+ الخط -

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، عن تسجيل 80 إصابة جديدة بمرض الكوليرا في الساعات الثماني والأربعين الماضية، ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 169، والوفيات إلى 5.

وقال وزير الصحة اللبناني ​في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض​، خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم الأربعاء، إن هناك انتشاراً متسارعاً للكوليرا في لبنان، مشيراً إلى أن الغالبية العظمى من المرضى هي من اللاجئين السوريين، "لكننا بدأنا نلحظ حالات تسجل في صفوف المواطنين اللبنانيين".

ولفت الأبيض إلى أن من أبرز أسباب زيادة الوفيات، تأخر المواطنين في الانتقال إلى المستشفيات أو طلب المساعدة الطبية، من هنا، أهمية عدم ترك الشخص نفسه، بل طلب المساعدة الطبية أو الاتصال على الخط الساخن الذي تضعه وزارة الصحة في خدمته، وكذا الصليب الأحمر الجاهز لمساعدة الحالات ميدانياً أو تأمين نقلها إلى المستشفى.

وعزا الوزير أسباب انتشار المرض بالدرجة الأولى إلى المياه الملوثة، حيث إن الفحوصات التي أجريت أظهرت تسجيلاً للمياه الملوثة في مخيمات اللاجئين، وأخيراً بدأنا نلحظ مياهاً ملوثة في الينابيع، مضيفاً: "ما يساعد على انتشار المرض أيضاً الخضر الملوثة، بحيث ثبت أن مياهاً ملوثة تستعمل في الريّ، منها في عكار شمالاً في نهر ببنين، وكذلك انتقال العدوى عبر المخالطة، في حال لم يعقم المريض يديه بشكل جيد".

وأعلن الأبيض أن "منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أمّنت 100 ألف لتر من المازوت تستعمل في محطات ضخ المياه في ​البقاع​ (شرق) و​الشمال​، لنتخلص من أي مياه يمكن أن تكون ملوثة"، متوقفاً أيضاً عند أزمة انقطاع التيار الكهربائي في محطات ضخ المياه، الأمر الذي له تداعياته الكبيرة أيضاً في نقص وصول المياه المعقمة إلى المنازل. 

وأشار الأبيض إلى أنّ "كميات لقاحات الكوليرا المتوافرة عالميا قليلة بسبب تواجد بؤر عدّة للكوليرا، لكننا حصلنا على وعدٍ بتأمين كمياتٍ من اللقاحات".

وبدأ الكوليرا ينتشر في أكثر من منطقة لبنانية، وخصوصاً شمالاً وبقاعاً، منذ تسجيل أول حالة في عكار شمال لبنان، بتاريخ 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وهي كانت الأولى أيضاً منذ عام 1993.

وأعلن وزير الصحة اللبناني أيضاً عن منصة موحدة سيتم اعتمادها على مستوى وطني لجمع جهود مراكز الرعاية الصحية الأولية والجمعيات الأهلية والمنظمات الأممية التي تعمل على مواجهة الكوليرا، وكذا مجمل المعلومات عن المرض، وذلك بالتنسيق مع غرفة إدارة الكوارث في السرايا الحكومية والصليب الأحمر.

وأوصت وزارة الصحة العامة، المواطنين باعتماد أساليب الوقاية، منها عدم شرب أو استعمال مياه غير مأمونة، عدم الشرب أو الأكل من الأواني نفسها مع الآخرين، غسل اليدين بالماء والصابون على نحو منتظم قبل تحضير الأطعمة أو تناولها وبعد استعمال المرحاض.

ومن التوصيات أيضاً، الحفاظ على النظافة الشخصية ونظافة الأغذية، طهي الطعام بشكل جيد جداً وتناوله مباشرة بعد طهيه، مراجعة الطبيب فوراً في حال ظهور إسهال مائي غزير.

وذكرت وزارة الصحة أن الأعراض تشمل إسهالاً مائياً غزيراً، مسبباً مضاعفات قد تؤدي إلى الوفاة في حال عدم المعالجة. وعدّد وزير الصحة اللبناني في وقتٍ سابقٍ الإجراءات التي تقوم بها الوزارة مع شركائها الدوليين خصوصاً على مستوى تعزيز تقصي الحالات عبر زيارات ميدانية للمناطق اللبنانية كافة، ولا سيما تلك التي من المرجح أن ترتفع فيها أعداد الحالات بالتنسيق مع وزارة الطاقة والمياه للكشف على مصادر المياه وشبكات الصرف الصحي وإجراء الفحوص الجرثومية المطلوبة.

كذلك، تأمين مخزون أولي من الأمصال والأدوية المطلوبة لمعالجة الإصابات، إلى جانب تفعيل مختبرات فحص المياه في 8 مستشفيات ومختبرات كمرحلة أولى وإفساح المجال لإنجاز الفحوص ليس فقط في العاصمة بيروت بل في مختلف المناطق اللبنانية، وكذلك بالنسبة إلى تأمين الفحوص لتحديد الحالات لضمان حصول تشخيص سريع، إضافة إلى تجهيز المستشفيات ومراكز العزل للتأكد من حصر المرض.

المساهمون