هل علينا أن نقلق من السلالة الجنوب أفريقية المتحوّرة لكورونا؟

03 فبراير 2021
هذه السلالة أكثر عدوى ومقاومةً للقاحات (Getty)
+ الخط -

أسئلة كثيرة، ومخاوف كبيرة تطرحها السلالة الجديدة من فيروس كورونا المكتشفة في جنوب أفريقيا، ومدى القدرة على تطويق رقعة انتشارها أو فعالية اللقاحات الموجودة ضدها.. إليك كل ما تود معرفته عنها، بحسب ما نشرته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية أمس، في ظل استنفار الحكومة البريطانية خصوصًا لمحاصرة هذه السلالة التي ظهرت في عدة مناطق قبل أن تتمدّد.

ففي 24 يناير / كانون الثاني الماضي، تم رصد 77 حالة من الفيروس الجنوب أفريقي المتحور في أنحاء المملكة المتحدة، وترتبط الإصابات بأفراد دخلوا البلاد من الخارج . ووفقًا للصحيفة، فقد أصبح العدد 105 حالات حتى يوم الإثنين.

هل يمكن تمييز هذه السلالة عبر فحص كورونا؟

وتنقل الصحيفة عن هيئة الصحة، أن حالات النسخة الأفريقية الجديدة قد تم رصدها في 8 مناطق متفرقة من إنكلترا، وأنه على عكس النسخة البريطانية المعروفة باسم (B117) والتي يمكن الكشف عنها بواسطة اختبارات PCR، لا يمكن تمييز النسخة الأفريقية المتحورة عن غيرها من النسخ عن طريق هذا الفحص. ولكن عوضًا عن ذلك يتم رصدها عن طريق التسلسل الجيني والذي تقوم به هيئة (ذا كوغ) البريطانية التي تقوم بتحليل ما بين 5 إلى 10 بالمائة فقط من المسحات المأخوذة لأشخاص تم تشخيصهم بفيروس كورونا، بالرغم من الانتشار الحاد للفيروس، مما يعني أنه لم يتم رصد جميع حالات الإصابة بفيروس النسخة الجنوب أفريقية.

وتقول الصحيفة، إنها حصلت على معلومات من البروفيسور شارون بيكوك مدير هيئة ( ذا كوغ) البريطانية، مفادها "أن هذه الأعداد التي قمنا بإحصائها هي فقط التي قمنا بمتابعتها، ولهذا فإننا لا نستطيع إعطاء نسبة تمثيلية دقيقة لأعداد الإصابات غير المسجلة"، مضيفا "أن الفريق يعمل على حصر 15000 إلى 20000 حالة في الأسبوع".

وكتقدير تقريبي، فإنه بوجود أكثر من 232000 حالة في بريطانيا تم رصدها عن طريق (ذا كوغ) منذ البداية، يعني هذا أن أقل من 0.05 بالمائة من الحالات في المملكة المتحدة لها صلة بالسلالة الأفريقية المتحورة.

أين تم رصد حالات جديدة أيضاً؟

لقد تم حتى الآن رصد حالات النسخة الأفريقية المتحورة في أكثر من 30 دولة، بما فيها النمسا وبلجيكا وكينيا والإمارات العربية المتحدة واليابان. وفي بعض هذه البلدان، بما فيها بلجيكا، تم رصد حالات انتقال عدوى بين أفراد المجتمع.

وتعدّ المملكة المتحدة، حسب الصحيفة، من البلدان التي تمتلك مراقبة جينية ممتازة للنسخ المتحورة، في حين تفتقر بلدان أخرى إلى مثل هذه المراقبة، مما يعني عدم قدرتها على اكتشاف الحالات المتحورة.

هل علينا أن نقلق من النسخة الجنوب أفريقية؟

يقول خبراء إن النسخة الجديدة للفيروس الجنوب أفريقي المتحور والمعروفة باسم (501.Y.V2) أكثر عدوى ومقاومةً للقاحات، رغم عدم وجود دلائل على أنها قد تقود إلى أمراض أكثر فتكًا.

وبحسب "ذا غارديان"، يحتوي الفيروس الجنوب أفريقي المتحور، مثلما هو الحال مع النسخة البريطانية، على نسخة جديدة تسمى (501.Y.V2)، ويعتقد بأنها تجعله أشدّ عدوى من النسخ القديمة. ومن المرجح أيضا أن يحتوي على نسخ مثيرة للقلق تشتمل على E484K وK417N. وتفسر تركيبة هاتين النسختين السبب الكامن وراء قدرة الفيروس الجنوب أفريقي المتحور على تفادي استجابات الأجسام المضادة التي يحتويها جسم الإنسان.

وحسب ما نقلته الصحيفة، تؤكد النتائج الجديدة للأبحاث التجريبية للقاح نوفافاكس المخاوف من أنه في الوقت الذي أثبت اللقاح فعاليةً بنسبة 95.6% ضد الفيروس الأصلي و85.6% ضد الفيروس البريطاني المتحور، فإن فعاليته لا تبلغ سوى %60 ضد النسخة الجنوب أفريقية.

ومع ذلك يقول الخبراء، إنه في الوقت الراهن، لا توجد دلائل تشير إلى أن السلالة الجنوب أفريقية تؤدي إلى أمراض أكثر فتكًا أو إلى ظهور أعراض مختلفة.

كيف يمكن السيطرة عليها؟

تنقل الصحيفة عن بيكوك قوله، إن السيطرة على أي نوع متحور من الفيروس المثير للقلق تتطلب التقيد الصارم بإجراءات الإغلاق، بالإضافة إلى تدابير احترازية كغسل اليدين والحفاظ على مسافة كافية بين الأفراد لمنع انتقال العدوى، فضلا عن التقيد بإجراءات الحدود والالتزام بالحجر الصحي فور الوصول إلى البلد.

ومع حظر السفر والحجر الصحي الصارم، تقلّ فرصة انتشار الفيروس المتحور المقبل من الخارج في المجتمع بشكل كبير. لكن بمجرد دخوله إلى المنطقة المحلية، يصبح الأمر مختلفًا.

وتنقل الصحيفة عن البروفيسور كامليش خوتني من جامعة ليستر والذي يرأس المجموعة الحكومية للاستشارات العلمية للطوارئ (Sage) ولجنة Sage المستقلة قوله: "نحن نعلم أن هذا الفيروس المتحور قابل للانتقال بشكل أسرع ورأينا كيف انتشر الفيروس البريطاني المتحور (B117) في المملكة بشكلٍ سريع، مما يبين أن الفيروس المتحور الأخير سينتشر في المجتمع".

وتذكر الصحيفة أن المملكة المتحدة تمنع المسافرين القادمين، أخيراً، من دول عدة مثل أفريقيا الجنوبية، من دخول البلاد بينما يخضع القادمون منها إلى الحجر الصحي الإلزامي في فنادق معينة. لكن البعض يرى أن هذه الخطوة جاءت بعد فوات الأوان، إذ تنقل الصحيفة عن غابرييل سكالي، أستاذ الصحة العامة الزائر في جامعة بريستول وعضو مجموعة إندبندنت سيج للعلماء، أن إجراءات الحجر الصحي الجديدة التي اتخذتها الحكومة البريطانية لم تكن سارية المفعول، ولا تنطبق على جميع من يدخلون المملكة المتحدة"، وهو ما يصفه بأنه أمر غير مسؤول بالكامل.

المساهمون