هذه أوضاع مرضى السكري شمالي سورية في يومهم العالمي

14 نوفمبر 2023
لا تتوفّر أدوية السكري بسهولة لمن يحتاجها في الشمال السوري (فرانس برس)
+ الخط -

 

للعالم الثالث على التوالي، يحلّ اليوم العالمي لمرضى السكري في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني تحت عنوان "الوصول إلى رعاية مرضى السكري"، فثمّة ملايين من المصابين بهذا الداء ما زالوا عاجزين عن الحصول على الرعاية والدعم المستمرَّين لإدارة حالاتهم الصحية وتجنّب المضاعفات.

ويبدو مرضى السكري في شمال غرب سورية من بين الفئات التي تعاني للحصول على الرعاية، لا سيّما أنّهم يعيشون وسط ظروف صعبة، لعلّ أبرزها عدم القدرة على توفير الأدوية، في حين أنّ الأمراض المزمنة، كما حال داء السكري، في حاجة إلى التزام المرضى بالعلاجات الدوائية. وتبرز المشكلة خصوصاً بين السوريين النازحين.

يقول مدير صحة إدلب زهير قراط لـ"العربي الجديد" إنّ "200 ألف شخص في المنطقة مصابون بأمراض مزمنة عموماً"، والسكري أحدها. يضيف أنّ "حالات جديدة تُشخَّص يومياً، لا سيّما السكري المنتشر هنا". ويتابع قراط أنّ "وبالتالي الحاجة كبيرة إلى أدوية السكري، سواء الإنسولين أو العقاقير التي تؤخذ بالفم للمساعدة في التحكّم بمستوى السكر في الدم. فما يتوفّر من أدوية غير كافٍ بصورة دائمة، وتشهد المراكز الطبية ضغطاً كبيراً".

من جهته، يقول الطبيب المتخصص في الأمراض الداخلية فارس الشديدي في مدينة الباب شرقي حلب لـ"العربي الجديد" إنّ "ثمّة أدوية متوفّرة فيما أخرى مفقودة"، مضيفاً أنّ "حقن الإنسولين باهظة الثمن". ويعبّر الشديدي عن قلقه إزاء المضاعفات التي قد تحصل، في حال عدم حصول المرضى على علاجاتهم اللازمة.

خالد العيسى مريض سكري، يشكو من تفاقم حالته. يخبر "العربي الجديد" أنّه لم يكن يعلم بأنّ إصابته بداء السكري سوف تجعله "طريح الفراش وفاقداً النظر إلى الأبد". والعيسى من النازحين الذين يعيشون اليوم في المخيّمات، فتتضاعف معاناته مع مرضه. ويشدّد العيسى على أنّه لا يجب الاستخفاف بالسكري، لأنّ المضاعفات التي قد تنجم عنه "خطرة"، فيما يشير إلى أنّ "كثيرين من المرضى هنا يعجزون عن تأمين الدواء".

مريم التي تعرّف عن نفسها باسم أم علي، نازحة في تجمّع مخيّمات دير حسان مصابة كذلك بداء السكري. تقول لـ"العربي الجديد" إنّ المرض شُخّص لديها عندما كانت في الثلاثين من عمرها، وهي اليوم في الخمسينيات. تضيف أم علي أنّها تعاني من "مشكلات في القلب مرتبطة بداء السكري"، مشيرة إلى أنّ حالتها ازدادت سوءاً منذ أُجبرت على النزوح من ريف حمص الشمالي. وتتابع أنّ ما تعاني منه اليوم يرتبط كذلك بتوفّر الأدوية المخصّصة للقلب.

المساهمون