عقد المجتمع المحلي في محافظة السويداء جنوبي سورية، في حدث نادر، اليوم الأحد، عزاءََ مشتركاً في ساحة سمارة، ضم غالبية مكونات المحافظة بمن فيهم النساء، حداداً على ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في السادس من فبراير/ شباط الماضي.
وانتشرت الدعوة على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس السبت، وتناقلها عدد كبير من الناشطين الذين دعوا كل السوريين للوقوف دقيقة صمت على أرواح الضحايا، والمشاركة في تقبل العزاء لأن المصاب واحد.
الشاب عمر العفيف أوضح لـ"العربي الجديد" أن حضوره مع عدد من رفاقه جاء لعجزه عن فعل شيء تجاه المنكوبين السوريين الذين تعرضوا لكارثة كبيرة، خسروا فيها أحباءهم وبيوتهم. مشيرا إلى أن الوقوف دقيقة صمت هو أضعف الإيمان بعد أن عجزت سلطة النظام السورية عن إعلان الحداد على الضحايا ولو ليوم واحد، وهذا الأمر لم يحدث في التاريخ الحديث، وكأن الذين سقطوا ليسوا سوريين، كما قال.
من جهتها ذكرت المدرسة المتقاعدة "ر. ش"، إن حضور النساء مع الرجال في ساحة سمارة الكبيرة المخصصة للعزاء هي رسالة بالغة الأهمية عن عمق الوجع السوري لكل مكونات المجتمع، حتى للمتضررين من زلزال تركيا. وأفادت إن وقوف النساء والرجال، مع رجال الدين من كافة الطوائف، دون شعارات سياسية، هي أيضاً رسالة مهمة، موضحة: "يجمعنا وطن واحد، ويمكن بالمحبة أن نعيد صياغة عهد جديد، على الرغم من صعوبة ذلك".
من جانبها، لم تشارك الجهات التابعة للنظام السوري في السويداء في العزاء ولم تتقبل الدعوة، وهو ما يصفه الناشط المدني هاني عزام لـ"العربي الجديد"؛ بأن النظام يسعى لاستغلال أي حدث لصالحه قائلا: " الكارثة قدمت للنظام أكثر مما تمناه".
من جهة أُخرى ما زال أهالي محافظة السويداء يستقبلون عددا من الأسر الوافدة من المناطق المنكوبة في شمالي سورية، حيث بلغ عدد الأسر الوافدة حتى يوم أمس 33 أسرة احتضنهم المجتمع المدني وقدم لهم المساعدات اللازمة.
في حين ما زالت العديد من الفعاليات الاجتماعية تُرسل بعض المساعدات الإغاثية عبر حملات يومية، وتحرص على تسليمها باليد للمتضررين في المدن السورية.