نظمت وزارة المرأة وقفة تضامنية مع الأسيرات الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، غربي مدينة غزة، بالتزامن بين كل محافظات الوطن، بمناسبة اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية، الذي يصادف يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول.
وشارك في الوقفة عدد من الفلسطينيات وممثلات القوى الوطنية اللواتي رفعن صور الأسيرات والأسرى، ولافتة كبيرة لتجديد العهد والوفاء للأسيرات والأسرى، تضمنت عبارة "لا بد لليل أن ينجلي، ولا بد للقيد أن ينكسر"، وهتفن نصرة لهن، خاصة في ظل الظروف المأساوية التي يعشنها خلف قضبان السجون الإسرائيلية، إلى جانب اعتداءات مصلحة السجون المتواصلة عليهن.
تتعرض الأسيرات الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي لانتهاكات مختلفة، منها العزل الانفرادي، وشتمهن بألفاظ بذيئة خلال التحقيقات القاسية
ورفعت المُشارِكات، وبينهن أمهات أسرى، وبمُشاركة الوجهاء والمخاتير وطلبة المدارس، العديد من الشعارات المطالبة بإنصاف المرأة الفلسطينية، ووقف معاناتها، إلى جانب الشعارات التي تُظهِر أوضاعهن المأساوية، كان من بينها "عدد شهداء الحركة الأسيرة 232"، "الأسيرة ياسمين شعبان أم لأربعة أبناء"، "الأسيرة إسراء الجعابيص أم لطفل"، "نطالب بالإفراج الفوري عن أسيراتنا وأسرانا".
وتقول الناشطة المجتمعية ميرفت البيطار المُشارِكة في الوقفة، التي اصطف خلالها المُشاركون على جانبي الطريق المؤدي إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن المشاركة جاءت بدعوة من وزارة شؤون المرأة نصرة للأسرى والأسيرات داخل السجون الإسرائيلية، في ظل المعاناة المتفاقمة، التي يتعرضون خلالها للإهمال الطبي، ومختلف أشكال التعذيب الجسدي والنفسي.
وتوضح خلال حديث مع "العربي الجديد" على هامش الوقفة أن الأسيرات، في اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية، بحاجة إلى الوقوف بجانبهن، مضيفة "أسرانا يتعرضون لهجمة إسرائيلية شرسة، تتطلب منا جميعا الوقوف أمام مسؤولياتنا لنجدتهم".
من جهتها، تشير المُشارِكة أم علاء كوارع في حديثها لـ"العربي الجديد" إلى أن الوقفة جاءت لدعم صمود الأسرى والأسيرات، في ظل ما يتعرضون له من انتهاكات مختلفة خلف القضبان، في ظل وجود عشرات الأسيرات الفلسطينيات بينهن قاصرات، وسط ظروف قاسية، يتعرضن خلالها كباقي الأسرى للانتهاكات الجسيمة.
وتتعرض الأسيرات الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي لانتهاكات مختلفة، منها العزل الانفرادي، وشتمهن بألفاظ بذيئة خلال التحقيقات القاسية، إلى جانب الاقتحامات الليلية لغرف الأسيرات، إضافة إلى وجود كاميرات مراقبة تنتهك خصوصيتهن، وضربهن أثناء نقلهن إلى المحاكم على أيدي قوات "النحشون".
بدورها، توضح ميرفت الزقزوق، التي ألقت بيان وزارة الثقافة الفلسطينية، أن الفعالية تأتي في ظل وجود 600 أسير فلسطيني يعانون أمراضًا مختلفة، من بينهم 23 أسيرًا مصابًا بالسرطان، ويُعانون ظلم وبطش الاحتلال الإسرائيلي، وسياسة التعذيب، والعزل الانفرادي، في زنازين تفتقر إلى أدنى الاحتياجات الآدمية، والاهمال الطبي، والتفتيش، والإذلال، والتعذيب النفسي والجسدي، ومنع الزيارة.
وتؤكد الزقزوق أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وهو سُلطة الأمر الواقع، باعتقال الأسيرات والأسرى بشكل تعسفي ومُمَنهج داخل سجونه ومعتقلاته، ومراكز التوقيف، يشكل انتهاكا جسيما للقانون الدولي الإنساني، لا سيما اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة، المتعلقتين بمُعاملة الأسرى، علاوة على أنها جرائم ترقى إلى جرائم حرب.
عُقد في 26 تشرين أول عام 1929م، أول مؤتمر نسائي فلسطيني في مدينة القدس وسط مشاركة نسوية كبيرة
وتشدد على أهمية تشكيل لجنة تقصي الحقائق الخاصة بالأراضي المُحتلة، لتعمل على دراسة حالة الأسرى والأسيرات في السجون، ومناقشتها مع المفوض السامي لحقوق الإنسان، إلى جانب تكثيف الزيارات للأسيرات، ونشر تقارير عن أوضاعهن، علاوة على مُطالبة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الانسان بعقد جلسة استثنائية لمناقشة أوضاع الأسرى الفلسطينيين.
ودعت لإطلاق سراح الأسرى المرضى والأطفال والنساء والأسرى والمعتقلين الإداريين فورًا، من دون شرط أو قيد، وفي مقدمتهم الأسير المريض ناصر أبو حميد، كذلك فتح السجون أمام اللجان الطبية والحقوقية الدولية.
وطالبت الزقزوق الأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي، بالضغط على الاحتلال لإنهاء ملف الاعتقال الإداري، وإلغاء سياسة العزل الانفرادي، ووقف استخدامه بحق الفلسطينيين والفلسطينيات، داعية كذلك الدول الموقِعة على اتفاقيات جنيف، بإلزام الاحتلال ببنود حماية الأسرى والمدنيين وتحسين أوضاعهم الصحية والثقافية والنفسية.
وتُحيي المرأة الفلسطينية يومها الوطني في السادس والعشرين من شهر أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، وهو التاريخ الذي اعتمده مجلس الوزراء الفلسطيني يوماً وطنياً للمرأة، ويحمل ذلك التاريخ دلالة قيمة في مسيرة النساء، إذ عُقد في اليوم نفسه من العام 1929 أول مؤتمر نسائي فلسطيني في مدينة القدس وسط مشاركة نسوية كبيرة.