في ظاهرة لافتة لا تتلاقى اعتيادياً مع النزعة الأكثر طبيعية لدى النساء، والمتمثلة في تحديد هدف إنجاب طفل ومحاولة تحقيقه، يختار بعضهن ألا يكون لديهن أطفال.
يورد تقرير نشره موقع "سترايتز تايمز" أن المديرة في شركة اتصالات شيرلين نور الدين ما زالت تتعامل، رغم بلوغها سن الـ52، مع أسئلة محيطها حول متى ستنجب طفلاً، بعدما تزوجت منذ نحو عقد، لكنها تصرّ على تصنيف هذه الأسئلة بأنها "تطفلية، وتجعلها تطلق ضحكة مكتومة".
وتقول: "منذ أن كنت أصغر سناً لم أحبذ أن أكون أماً، وقد أخبرني أصدقائي وأقاربي مرات بأنني سأغيّر رأيي، وحذرني بعضهم من أنني سأندم يوماً على قراري، لكن ذلك لم يحصل، في حين استمر في العيش مع زوجي حياة مرضية خالية من الأطفال".
ولا تتصرف شيرلين وحدها على هذا النحو، إذ تفيد أرقام حديثة لعدد السكان في سنغافورة أن مجموعة متزايدة من النساء المتزوجات ليس لديهن أطفال.
وفي عام 2020، كشف إحصاء أن نسبة 13.5 في المائة من النساء المتزوجات في الأربعينيات يواصلن حياتهن بلا أطفال، بارتفاع نسبته 9.3 في المائة عن عام 2010. ويشمل هذا النمط أيضاً نساءً في الثلاثينيات والخمسينيات، وما فوق.
ويرتبط قرار عدم الإنجاب بعوامل بيولوجية لدى بعض النساء، ويعكس بالنسبة إلى آخريات دوافع براغماتية أو عقائدية أو شخصية.
وباعتبار أن المجتمع لا يزال يربط بين الأنوثة والأمومة، تواجه نساء كثيرات ضغوطاً للإنجاب، وغالباً ما يتم وصفهن بأنهن أنانيات أو حتى غير طبيعيات بسبب عدم رغبتهن في ذلك، علماً أن إجمالي معدل الخصوبة في سنغافورة انخفض إلى أدنى مستوى على الإطلاق وصولاً إلى 1.1 طفل العام الماضي، بعدما واصل هذا النمط خلال العقود الماضية، ما يدفع محاولة الإدارات المعنية بشؤون المرأة إلى محاولة فهم سبب عدم قفز بعض الأزواج إلى "عربة الأبوة والأمومة".
ووجد الإحصاء السكاني السادس الذي أجرته سنغافورة منذ الاستقلال عام 1965، أن الاتجاهات الرئيسة الأخرى التي بدأت منذ عقود، أكثر تعززاً حالياً، وبينها تمتع السنغافوريين من جميع الأعمار والأجناس بتعليم أفضل منه قبل 10 سنوات. واعتبار المزيد منهم أنفسهم غير متدينين.
كما أظهر الإحصاء أن السكان يشيخون، في تحوّل ذات تأثير متعدد الأوجه على الاقتصاد، إذ شكل أولئك الذين تتجاوز أعمارهم الـ65 نسبة 15.2 في المائة من السكان المقيمين عام 2020 ، بزيادة 9 في المائة عن عام 2010.