نجت طفلة تونسية تبلغ من العمر 10 سنوات بعد غرق مركب هجرة سرية يقلّ نحو 30 مهاجراً بسواحل القراطن بجزيرة قرقنة، من ولاية صفاقس، يوم الثلاثاء، وتم إنقاذ 20 شخصاً، منهم الصغيرة التي شهدت وفاة أمها وشقيقها.
وتمسّكت الطفلة الصغيرة الناجية بسترة فتاة بجانبها، قبل أن يلقي لها شاب وعاء بلاستيكياً تشبثت به إلى حين وصول فرق الإنقاذ، بحسب ما روته خالتها نبيهة بن حميدة في تصريح لـ"العربي الجديد".
وقالت نبيهة بن حميدة إنها فقدت شقيقتها مريم (36 عاماً)، وابنها، "فيما نجت ابنتها من الموت بأعجوبة بعد غرق مركب المهاجرين"، وأشارت إلى أنّ أختها مطلقة وعانت من ظروف اجتماعية صعبة، "ولكن بعدما ضاقت بها الحياة وعجزت عن تأمين نفقات طفليها ودفع الإيجار والكهرباء قررت الهجرة السرية".
وأضافت أن شقيقتها "كانت تعاني من ظروف صحية صعبة ومن قصور كلوي، ولم تعد قادرة على العمل في المصانع والوقوف لساعات، وقد زادت جائحة كورونا في تعميق الأزمة المعيشية".
وأوضحت أن ابنة شقيقتها نجت بصعوبة من الغرق بعدما ساعدها شاب ورمى لها وعاء بلاستيكيا، ولكنها شاهدت والدتها وشقيقها يغرقان أمامها، مؤكدة أنها روت لهم كيف أن المركب خرج من سواحل صفاقس مع منتصف الليل وبعد حوالي ساعة تسربت المياه إلى المركب الذي كان يقلهم، وعندما حاول الجميع التجمع في مكان واحد انقلب بهم وغرق البعض منهم، مشيرة إلى أنهم انتظروا اليوم الخميس لدفن ابن شقيقها بجانب أمه في الشراردة بالقيروان، وحفروا القبر "ولكن للأسف قرر والده دفنه في مسقط رأسه في محافظة أخرى".
وأكدت نبيهة أنهم فقدوا أيضا ابنة عمهم وطفلتها ذات الـ5 أعوام اللتين غرقتا في المركب نفسه، مشيرة إلى أن الضحية كانت تعيش في صفاقس وتعاني من مشاكل زوجية، وبالتالي فقدوا 4 أفراد من العائلة، مضيفة أنهم ومن فرط الصدمة عجزوا عن تقديم واجب العزاء لعائلة عمهم.
يشار إلى أنّ المركب كان يقلّ حوالي 30 تونسياً من محافظات صفاقس وسوسة وسيدي بوزيد والقصرين وسليانة، فيما تتواصل عملية البحث عن مفقودين من قبل وحدات الحرس البحري التابعة لإقليم الحرس البحري بالوسط، ووحدات بحرية تابعة لجيش البحر معزّزة بفريق غوص تابع للحماية المدنية بصفاقس، بعد انتشال 8 جثث (3 نساء و4 أطفال ورجل)، من بينها جثتان تم انتشالهما أمس الأربعاء.