بالتزامن مع اليوم العالمي للصحة النفسية الموافق 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلنت مجموعة "سلامتك تهمنا"، التي تتألّف من صحافيين وناشطين عاملين في المجتمع المدني بمصر، إطلاق أولى حملات التوعية بأهمية الاهتمام بالصحة النفسية.
وبحسب البيان التعريفي للحملة، فإنّها تلقي الضوء على الآثار النفسية الناجمة عن الضغوط التي يتعرّض لها صحافيون وصحافيات وعاملون وعاملات في المجتمع المدني في مصر، وتسعى إلى رفع أصوات هذه الفئات التي تتطلب طبيعة عملها التعاطي مع قضايا شائكة ذات طبيعة حساسة، الأمر الذي يؤثّر على صحتهم النفسية.
وأفاد مطلقو الحملة في بيانهم بأنّها تستهدف "دقّ ناقوس الخطر حول غياب الدور المؤسسي في توفير الرعاية النفسية للعاملين في المؤسسات الصحافية، بل وعدم توفير بعضها بيئة عمل آمنة، لا سيّما للنساء، وتنادي بضرورة رفض الوصم المجتمعي، وكذلك الفردي الخاص بتلقّي العلاج النفسي، مع توفير خدمة نفسية مهنية غير منحازة دينياً ولا أخلاقياً".
وووفقاً لتعريف منظمة الصحة العالمية، فإنّ الصحة النفسية هي "حالة من الرفاه النفسي تمكّن الشخص من مواجهة ضغوط الحياة، وتحقيق إمكاناته، والتعلّم والعمل بشكل جيّد، والمساهمة في مجتمعه المحلي. وهي جزء لا يتجزأ من الصحة والرفاه اللذَين يدعمان قدراتنا الفردية والجماعية على اتّخاذ القرارات وإقامة العلاقات وتشكيل العالم الذي نعيش فيه. والصحة النفسية هي حق أساسي من حقوق الإنسان. وهي شديدة الأهمية للتنمية الشخصية والمجتمعية والاجتماعية والاقتصادية".
وتتضمّن حملة "سلامتك تهمنا" خمسة مقالات تتناول الأعراض النفسية التي تطاول العاملين في الصحافة والمجتمع المدني نتيجة طبيعة عملهم. ويحمل المقال الأوّل عنوان "نقلوا أوجاع الناس ولا يجدون من يداوي جراحهم"، ويرصد شهادات صحافيين وعاملين في المجتمع المدني، وكيف أثّرت طبيعة عملهم على حياتهم النفسية. كذلك، يسلّط الضوء على غياب الدعم المؤسسي في ذلك النوع من الأعراض.
المقال الثاني يحمل عنوان "تجارب مع الطبيب النفسي بين النجاح والوصم وارتفاع الأسعار"، وينقل تجارب صحافيين وعاملين في المجتمع المدني عن التعامل مع خدمة الصحة النفسية، والذين تراوحت خبراتهم ما بين بعض النجاحات وكثير من الإخفاقات، نتيجة غياب الوعي لديهم أو الوصم، وارتفاع أسعار الخدمة النفسية، وعدم جاهزية بعض مقدّميها.
المقال الثالث يحمل عنوان "غياب بيئة العمل الآمنة تسبّب للنساء مزيداً من الأمراض النفسية"، ويشرح تأثير غياب بيئة العمل للنساء في مجالَي الصحافة والمجتمع المدني، وكيف كُنّ أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية.
المقال الرابع يحمل عنوان "تركنا العمل علّنا نجد الراحة"، ويقدّم نماذج من صحافيين ونشطاء بالمجتمع المدني لم يتحمّلوا آلامهم النفسية، وتركوا أعمالهم بسبب الضغوط.
أمّا المقال الخامس والأخير فيحمل عنوان "كيف تكون جداراً للحماية النفسية"، ويستعرض تجارب ناجحة استطاعت أن ترعى نفسها، وتتّخذ الإجراءات والتدابير اللازمة لتخطّي الأعراض النفسية التي تتمخّض عن طبيعة العمل.
كذلك، تتضمّن الحملة خمسة تسجيلات فيديو تتناول "الاحتراق الوظيفي.. أسبابه وطرق علاجه"، و"أثر غياب دور المؤسسات في الدعم النفسي للعاملين بها"، و"اضطراب ما بعد الصدمة"، و"العلاقة بين الأمن الرقمي والواقعي والنفسي"، بالإضافة إلى حوار مع طبيبة متخصصة في الصحة النفسية عن طبيعة الأعراض النفسية التي يتعرّض لها العاملون في المجتمع المدني والصحافيون.
ولأنّ الحملة تعتمد هدفاً أساسياً هو رفع الوعي بأهمية الصحة النفسية للصحافيين والصحافيات والعاملين والعاملات في المجتمع المدني، معتمدة على تجاربهم وتجاربهنّ ومعاناتهم ومعاناتهنّ، فإنّها تطالب في اليوم العالمي للصحة النفسية بضرورة "توفير رعاية نفسية مؤسسية لهذه الفئات، وبمساهمة المجتمع برمّته من خلال ضرورة التوقّف عن الوصم المجتمعي الذي يستهدف الراغبين في تلقّي الخدمة النفسية، وأن يتمتّع مقدّمو الخدمة النفسية في مصر بقدر كبير من المهنية والموضوعية، والابتعاد عن إصدار أحكام عقائدية وجنسية وأيديولوجية على طالبيها".
تجدر الإشارة إلى أنّ المقالات تُنشَر على منصّات عربية متنوعة، فيما تُبثّ تسجيلات الفيديو على منصات متنوعة لمؤسسات مجتمع مدني ومؤسسات صحافية، من قبيل "مؤسسة المرأة الجديدة"، و"مركز النديم لضحايا العنف والتعذيب"، و"المفوضية المصرية للحقوق والحريات"، و"شبكة أريج للصحافة الاستقصائية"، وغيرها.