مهاجرون مسيحيون في تونس: ننشد السلام في احتفالات عيد الميلاد

25 ديسمبر 2024
كاتدرائية القديس فنسون دو بول بتونس من احتفالات العام الماضي (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- احتفل مهاجرون أفارقة في تونس بعيد الميلاد في كاتدرائية القديس "فنسون دو بول"، حيث وجدوا في الكنيسة فضاءً آمناً يجمعهم رغم ظروف إقامتهم غير النظامية، مؤكدين على أهمية السلام والتعايش بين الشعوب.

- أريتا، مهاجرة من السيراليون، أشارت إلى أن القداس فرصة للتلاقي وتوزيع المساعدات، مؤكدة أن الأمل في عام جديد أفضل يجب أن يظل قائماً، وأن الفرح لا يُمنع رغم الصعوبات.

- جيمي، مهاجر إيفواري، دعا للسلام لكل البشر، معبراً عن حزنه للحروب التي تُجبر الناس على الهجرة، مشيراً إلى أن الأهم هو العيش بأمان وسلام.

لم تمنع ظروف الإقامة غير النظامية مهاجرين أفارقة في تونس من الاحتفال بأجواء عيد الميلاد في كاتدرائية القديس "فنسون دو بول" التي تُقام فيها سنوياً احتفالات أعياد الميلاد، وهي الكنيسة الرئيسية للرومان الكاثوليك في البلاد. وكان حضور المهاجرين طاغياً في الاحتفالات التي يشارك في قدّاسها سنوياً مسيحيو تونس والجاليات المسيحية المقيمة من جنسيات مختلفة. ويقول أدريان، وهو مهاجر إيفواري، إنه اختار الاحتفال بـ"الكريسمس" وسط أجواء عائلية وجدها في الكنيسة، مؤكداً أن "الكنيسة هي الفضاء الآمن الذي فتح أبوابه للجميع دون تمييز". ويؤكد أدريان لـ"العربي الجديد" أنه "قدِم إلى تونس منذ أكثر من سنة وهو يُقيم بطريقة غير نظامية، غير أنه يتطلّع إلى أن يكون أكثر حظّاً خلال العام القادم لتحقيق أمنياته بالوصول إلى أوروبا".

ويشير أدريان إلى أن "المهاجرين لا يفوّتون فرصة الميلاد لإشاعة أجواء الفرح والاحتفال بقداس المسيح وحلول العام الجديد رغم الوضع الصعب للعديد منهم". واعتبر أن كل الأديان السماوية تدعو للسلام، قائلاً: "أتيت لأدعو لنفسي وللجميع من أجل أن يعمّ السلام على كل الشعوب التي تعاني من الحروب".

بدورها، قالت أريتا، وهي مهاجرة من السيراليون: "جهّزت نفسي باكراً من لأكون في أبهى حلّة وأحتفل بعيد الميلاد مع مجموعة من المهاجرين الذين قدموا إلى الكنيسة أيضاً". وأكدت في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "القداس فرصة للتلاقي بين المهاجرين وأيضاً لتوزيع المساعدات التي تُقدَّم للمحتاجين منهم"، معتبرةً أن "لا شيء يمنع الفرح والاحتفال، وأن الأمل في عام جديد أفضل يجب أن يظل قائماً".

وفي ظل الحروب في العديد من الدول الأفريقية وتواصل الحرب في غزة، قال المهاجر الإيفواري جيمي لـ"العربي الجديد": "أجّلت هذه السنة أمنياتي الشخصية وسأدعو بالسلام لكل البشر، وخاصة المهاجرين في كل دول العالم، كما سأدعو لأرواح المهاجرين الذين قضوا في البحر في رحلة البحث عن حياة أفضل". وأكد جيمي أن "الحروب هي التي تُجبر البشر على التحول إلى مهاجرين وتحمل تجارب حياتية قاسية فرضت عليهم ". وعبّر المهاجر الإيفواري عن حزنه لكون الحرب في غزة تطفئ أضواء الاحتفالات في العديد من الدول، وخاصة في غزة، بعد أن استهدف القصف الكنائس وتحولت دور العبادة الآمنة إلى أماكن يموت فيها الناس.

واعتبر المهاجر الإيفواري أنه "ليس مهمّاً أن تعيش في بلد بطريقة نظامية أو غير نظامية، بل الأهم أن تكون آمناً وتعيش في سلام". وتوجد في تونس تجمّعات من المسيحيين غالبيتهم من أصول أوروبيَّة أو أفريقية من مهاجري دول جنوب الصحراء. وتابع: "سنقتفي آثار الفرح أينما كان، وسنظل نحيي الكريسمس مهما كان وضعنا"، وأشار إلى أن المهاجرين الذين لا يأتون إلى الكنيسة يحتفلون بدورهم بعيد المسيح في بيوتهم. يذكر أنه لا توجد إحصائيات دقيقة لعدد المسيحيين في تونس، لكن، بحسب مصادر غير رسمية، فإن عددهم يبلغ نحو 20 ألف نسمة، أي ما يعادل 0.2% من مجموع السكان وهم يتمتعون بحرية الممارسة الدينية لشعائرهم وطقوسهم في الكنائس. وثمة في تونس آلاف المهاجرين القادمين من أفريقيا جنوب الصحراء، الذين يسعون لعبور البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا عبر الجزر الإيطالية القريبة.

المساهمون