منظمة الصحة العالمية: الوصول إلى تيغراي ما زال مقيّداً

02 ديسمبر 2022
أهالي تيغراي في داخلها كما هؤلاء الذين نزحوا منها في حاجة عاجلة إلى مساعدات (Getty)
+ الخط -

أعربت منظمة الصحة العالمية عن أسفها، اليوم الجمعة، لاستمرار عرقلة وصول العاملين في المجال الإنساني إلى إقليم تيغراي الإثيوبي، على الرغم من إبرام طرفَي النزاع اتفاق سلام قبل شهر. ويأتي ذلك ليؤكد ما كان برنامج الأغذية العالمي قد أشار إليه قبل أسبوع.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين، في مؤتمر صحافي دوري في جنيف، إنّ "مسار السلام لم يُترجَم بعد إلى وصول كامل من دون معوّقات ومساعدة طبية وصحية مكثّفة يحتاج إليها سكان تيغراي".

من جهته، قال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المتحدّر من تيغراي، إنّ "ثمّة مساعدات غذائية وأدوية تُوزّعها بالتأكيد. لكنّنا نريد الوصول (إلى المنطقة) من دون معوّقات، لأن الحاجات هائلة". وأضاف تيدروس أنّ "الحلّ الوحيد لهذا النزاع هو من خلال الحوار السياسي (...) والتسوية السلمية"، وطالب بأن يكون المدنيون "في محور" الاهتمام. وتابع "حتى في أوقات النزاع، وحتى في خضمّ الحرب، لا بدّ من إيصال المعونة الغذائية والإمدادات الطبية. وينبغي عدم ربط ذلك بالحوار السياسي أو العسكري (...) يجب أن تكون المعونات الطبية والغذائية غير مشروطة ومن دون عوائق لمن هم في حاجة إليها".

وكانت عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى تيغراي قد انقطعت في أواخر أغسطس/ آب الماضي، عندما استؤنف القتال بعد هدنة استمرّت خمسة أشهر ما بين الجيش الفيدرالي الإثيوبي وحلفائه وقوات المتمرّدين في تيغراي. وحتى قبل هذا الانقطاع، كانت المساعدات غير كافية لتلبية احتياجات منطقة يعتمد نحو 90 في المائة من سكانها، البالغ عددهم ستة ملايين نسمة، على المساعدات الغذائية، بسبب النزاع الذي اندلع في نوفمبر/  تشرين الثاني 2020.

وقبل أسبوع، أشار برنامج الأغذية العالمي إلى أنّه على الرغم من تزايد العمليات الإنسانية في شمال إثيوبيا، فإنّ الوصول إلى جزء من تيغراي ما زال متعذّراً. وأكّدت المنظمة أنّ "المساعدات التي يجري إيصالها إلى تيغراي لا تلبي الاحتياجات، ويحتاج برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه بشكل عاجل إلى الوصول إلى المنطقة بأكملها"، إذ يُصار إلى تقييد الوصول إلى مناطق معيّنة في شرقها ووسطها.

وبقي إقليم تيغراي مقطوعاً فعلياً عن العالم لأكثر من عام، ومحروماً من الكهرباء والاتصالات والخدمات المصرفية والوقود. وأوضح راين، في مؤتمره الصحافي نفسه اليوم الجمعة، أنّه في حين سجّلت منظمة الصحة العالمية بعض التحسّن في ما يتعلق بوصول الطواقم إلى المنطقة والحصول على الوقود، فإنّها تدعو كذلك إلى إعادة تجهيز كاملة لمرافق الرعاية الصحية الأولية والثانوية بالمعدّات الطبية الأساسية ودفع أجور العاملين فيها. وشدّد راين أيضاً على أهمية استئناف الخدمات المصرفية والاتصالات الضرورية لإنجاح العمليات الإنسانية، فضلاً عن الخدمات اللوجستية.

وتابع راين: "نحاول حالياً إرسال الأموال نقداً بطريقة مباشرة"، لكن "فريقي وأنا ما زلنا لا نرى دليلاً على الوصول غير المقيّد إلى الناس في تيغراي، ويجب تغيير ذلك بسرعة"، مقرّاً بأنّه ما زال "متشككاً" في شأن ذلك.

وكان النزاع قد اندلع في نوفمبر 2020، عندما شنّ رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، عملية عسكرية في المنطقة، لإطاحة سلطات تيغراي المنبثقة من جبهة تحرير شعب تيغراي، متهماً إياها بمهاجمة معسكرات الجيش الاتحادي. وبعد عامَين، وقّعت الحكومة والمتمرّدون في تيغراي اتفاق سلام في الثاني من نوفمبر 2022 في مدينة بريتوريا بجنوب أفريقيا. وينصّ الاتفاق، من بين أمور أخرى، على وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى تيغراي، وقد تلته في 12 نوفمبر نفسه وثيقة في مدينة نيروبي في كينيا بشأن طرق تنفيذه.

(فرانس برس)

المساهمون