منظمة الصحة العالمية: السيطرة على جدري "إم بوكس" ممكنة

27 اغسطس 2024
في أحد مراكز علاج جدري "إم بوكس" بجمهورية الكونغو الديمقراطية، 24 أغسطس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **إطلاق خطة الاستجابة العالمية لجدري "إم بوكس"**: أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عامة وأطلقت خطة استراتيجية عالمية للتأهب والاستجابة، مع الحاجة إلى تمويل قدره 135 مليون دولار للأشهر الستة المقبلة.

- **تفاؤل مستند إلى نجاحات سابقة**: المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أشار إلى إمكانية السيطرة على التفشّي ووقفه، مستندًا إلى النجاح السابق في رفع حالة الطوارئ الصحية العالمية الأولى لتفشّي جدري "إم بوكس".

- **استراتيجيات شاملة للتحصين والمراقبة**: تركز الخطة على تنفيذ استراتيجيات شاملة للمراقبة والوقاية والاستعداد والاستجابة، وتعزيز البحث والوصول العادل إلى التدابير الطبية المضادة مثل الاختبارات التشخيصية واللقاحات، مع استهداف الفئات الأكثر عرضة للخطر.

بعد أكثر من أسبوع على إعلان منظمة الصحة العالمية تفشّي جدري "إم بوكس" حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً عالمياً، أطلقت خطتها الاستراتيجية العالمية للتأهب والاستجابة لهذا التفشّي. وقد أفاد المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في ما يشبه الطمأنة، بأنّ من الممكن "السيطرة" على تفشّي جدري "إم بوكس" وكذلك "وقفه" في أفريقيا، خصوصاً في جمهورية الكونغو الديمقراطية والدول المجاورة. لكنّه أشار إلى حاجة تُقدَّر بنحو 135 مليون دولار أميركي لتمويل الاستجابة العالمية في الأشهر الستّة المقبلة، من سبتمبر/ أيلول 2024 إلى فبراير/ شباط 2025.

ولعلّ غيبريسوس يستند في "تفاؤله" إلى النجاح الذي حُقّق في العام الماضي، عندما رُفعت حالة الطوارئ الصحية العالمية الأولى التي خُصّ بها تفشّي جدري "إم بوكس"، بعد أقلّ من 10 أشهر من إعلانها. فمنظمة الصحة العالمية كانت قد أعلنت حالة الطوارئ في يوليو/ تموز 2022، ثمّ رفعتها في مايو/ أيار 2023، علماً أنّ التفشّي حينها كان عالمياً، وقد طاول أكثر من 100 دولة، معظمها في أوروبا. يُذكر أنّ المرض حينها كان يُعرَف باسم "جدري القرود"، قبل أن يُعتمد اسم جدري "إم بوكس" ابتداءً من نوفمبر/ تشرين الثاني 2022.

خطة عمل شاملة لتطويق جدري "إم بوكس"

وتهدف الخطة الاستراتيجية العالمية للتأهب والاستجابة لتفشّي جدري "إم بوكس"، التي أُطلقت اليوم، إلى وقف تفشّي الفيروس، وذلك من خلال وقف انتقاله من إنسان إلى آخر، بواسطة جهود عالمية وإقليمية ووطنية منسقّة، وفقاً لما أوضحه بيان منظمة الصحة العالمية الأخير. أمّا تمويل الاستجابة الدولية فيشمل احتياجات منظمة الصحة العالمية والدول الأعضاء فيها وشركائها، بما في ذلك المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، لا سيّما أنّ جدري "إم بوكس" يتفشّى أخيراً في أفريقيا. في هذا الإطار، سوف تطلق المنظمة قريباً نداءها للحصول على التمويل المطلوب لاحتياجاتها. وفي انتظار ذلك، أفرجت عن نحو 1.5 مليون دولار من صندوقها الاحتياطي لحالات الطوارئ.

ومن المتوقّع أن تستضيف منظمة الصحة العالمية مؤتمراً عالمياً افتراضياً في 29 و30 أغسطس/ آب الجاري، وذلك من أجل "مواءمة أبحاث فيروس جدري إم بوكس مع أهداف مكافحة تفشّي المرض". فبالنسبة إلى المدير العام للمنظمة، السيطرة على تفشّي جدري "إم بوكس" في جمهورية الكونغو الديمقراطية والدول المجاورة ووقفه فيها أمران ممكنان لكنّهما يتطلبان "خطة عمل شاملة". وأكد أنّ خطة الاستجابة التي أطلقتها منظمته توفّر ذلك.

التحصين ضدّ جدري "إم بوكس" للفئات الأكثر عرضة للخطر

وتركّز خطة منظمة الصحة العالمية على "تنفيذ استراتيجيات شاملة للمراقبة والوقاية والاستعداد والاستجابة، وتعزيز البحث والوصول العادل إلى التدابير الطبية المضادة مثل الاختبارات التشخيصية واللقاحات، والحدّ من انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان"، بالإضافة إلى "تمكين المجتمعات من المشاركة بنشاط في الوقاية من تفشّي المرض والسيطرة عليه".

وقد أوضحت المنظمة أنّ جهود التحصين الاستراتيجية سوف تنصبّ على "الأفراد الأكثر عرضة للخطر، بما في ذلك المخالطون الوثيقون للحالات التي سُجّلت أخيراً وكذلك العاملون في مجال الرعاية الصحية"، بهدف "قطع سلاسل انتقال العدوى". أمّا على المستوى العالمي، فقد أوضحت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنّ "التركيز سوف يكون على القيادة الاستراتيجية، والتوجيه القائم على الأدلة في الوقت المناسب، والوصول إلى التدابير الطبية المضادة لفائدة المجموعات الأكثر عرضة للخطر في البلدان المتضرّرة".