منخفض جوي جديد يعصف بالنازحين السوريين... المأساة مستمرة

25 يناير 2022
موجة صقيع تضرب مخيمات الشمال السوري (العربي الجديد)
+ الخط -

تتواصل المنخفضات الجوية على أنحاء سورية، منذ الأسبوع الماضي، ويتوقع أن يبدأ منخفض عاصف جديد صباح غد الأربعاء، بالتزامن مع هطول أمطار غزيرة، وتوقعات بهطول ثلوج على المرتفعات، بينما تغيب الكهرباء ووقود التدفئة.

وتوقع المركز السوري للطقس والمناخ، عبر موقعه الرسمي، هطول ثلوج على العاصمة السورية دمشق، مساء غد الأربعاء، وأن تستمر العاصفة الثلجية حتى صباح الخميس المقبل.

وشهدت دمشق ومختلف المناطق السورية، منذ الأحد الماضي، هطول أمطار، وصقيعاً شديداً، في حين لا تزال الجبال مغطاة بالثلوج بسبب المنخفض الأخير.

وقال يامن حمود، المقيم في دمشق، لـ"العربي الجديد": "كنا دائما ندعو الله أن يرسل لنا الأمطار، واليوم ندعوه أن يعيننا على تحمل البرد والمطر. في دمشق كغيرها من المناطق، لا توجد كهرباء، وفي أحسن أحوال برنامج التقنين تصل الكهرباء 4 ساعات يوميا، وفي ظل نقص وقود التدفئة وغاز الطهي المنزلي، كانت الكهرباء مصدر التدفئة والطهي، لكن حتى هذا المصدر غائب".  

يبدو الوضع أسوأ في ريف دمشق، وخاصة المدن والبلدات في المرتفعات الشمالية. ففي بلدة فليطة تسبب انخفاض درجات الحرارة في تجمد المياه داخل أنابيب المنازل.

وقال عدنان عبد الحي، لـ"العربي الجديد"، إن "الثلوج تتساقط على العديد من المناطق بريف دمشق، وبعض الطرق أغلقت بسبب تراكم الثلوج".

وأضاف عبد الحي: "هذه الأجواء ستزيد من معاناة غالبية العائلات، فالبعض إذا لم يعمل يوميا لن يجد ما يأكله في نهاية اليوم، وكثيرون لا يجدون ما يشعلونه للتدفئة في هذه الليالي الباردة، ولا يجدون ما ينير عتمة منازلهم التي يدخلها الماء بسبب عجزهم عن إجراء الصيانة اللازمة لها".  

وقالت وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري، عبر موقع "فيسبوك"، إن العديد من الطرق كانت مغلقة أو سالكة بصعوبة من جراء تراكم الثلوج في كل من ريف دمشق واللاذقية ومحافظة حماة، ولفتت إلى "ضرورة التقيد بإرشادات السلامة على الطرق.

من جهته، بيّن فريق "منسقو الاستجابة في سورية"، عبر موقع "فيسبوك"، الثلاثاء، أنه تلقى العديد من الشكاوى من قبل نازحين متضررين من العاصفة الثلجية والمطرية في مخيمات شمال غربي سورية، حول تأخر المساعدات الإنسانية، إضافة إلى غيابها في بعض المناطق بشكل كامل نتيجة خلل كبير في آلية عمل المنظمات الإنسانية في المنطقة.

وأضاف الفريق: "يتوجب ضرورة تقدير المنظمات والهيئات الإنسانية لحساسية الأوضاع الحالية، إذ تشهد المنطقة زيادة في الحاجة إلى المساعدات بشكل أكبر من أوقات سابقة، وخاصةً في ظل تحذيرات من عودة هطول الثلوج والأمطار خلال الأيام القادمة".

ويطالب "منسقو استجابة سورية" بإنشاء صندوق طوارئ مركزي للتعامل مع حالات الكوارث بشكل فوري، وتجنب تأخر الحصول على التمويل، ووضع آليات محددة لتوزيع المساعدات الإنسانية على المتضررين، واستراتيجية ناجعة لوصول هذه المساعدات إلى مستحقيها.

وسجلت أضرار ضمن أكثر من 176 مخيماً للنازحين مع استمرار عمليات إحصاء الأضرار، وتم تسجيل انهيار أكثر من 467 خيمة بشكل كامل، ودخول مياه الأمطار إلى 411 خيمة أخرى، كما سجلت أضرار جزئية في 982 خيمة.  

وبلغ عدد الأفراد المتضررين من العواصف خلال الـ48 ساعة الماضية أكثر من 23 ألف نسمة، كما أصبح 2753 نسمة بلا مأوى نتيجة دمار الخيام الخاصة بهم، وسجلت أكثر من 266 حالة مرضية لا يمكن نقلها إلى النقاط الطبية لتلقي العلاج، ومعظمهم من الأطفال وكبار السن، في حين انقطع الدعم الإغاثي عن أكثر من 42 مخيماً نتيجة انقطاع الطرق.

المساهمون