قتل ملثمون مجهولون شاباً سورياً بمنطقة بيرم باشا في مدينة إسطنبول التركية، في وقت متأخر من ليلة أمس الاثنين، بعد أقل من 24 ساعة على هجوم عشرات الأتراك على مجمع تجاري للسوريين في منطقة إسنيورت، وبالتزامن مع تنامي خطاب الكراهية ضد السوريين.
وقال الناشط السوري، طه غازي، لـ"العربي الجديد"، الثلاثاء، إن "مجموعة من الشبان الأتراك الملثمين دخلوا إلى مسكن جماعي لسوريين في الثانية صباحاً، ودمّروا كاميرات المراقبة، ثم طعنوا الشاب نايف محمد النايف (19 سنة) في الصدر بينما كان نائماً، ما أدى إلى وفاته، كذلك كسّروا محتويات السكن".
ولفت غازي إلى أن "المغدور فارق الحياة بعد نقله إلى مشفى الحيّ الحكومي، إذ لم تنجع محاولات إسعافه، نظراً لعمق الطعنة، ولتأخر الإسعاف، وقد أكد أصدقاؤه أنه لم يكن لديه أية عداوات مع سكان الحيّ، مرجحين أن الجريمة سببها التحريض الذي تمارسه بعض الأحزاب التركية المعارضة بحق السوريين، وتحميلهم أسباب تردي الوضع المعيشي في البلاد".
وقال سوريون يقطنون في ذات المنطقة لـ"العربي الجديد"، إن التحقيق جارٍ في الجريمة، وإن مسقط رأس الضحية ريف مدينة سراقب في محافظة إدلب، وسيُدفَن الضحية في الأراضي السورية بعد إجراء التحقيق وإتمام مراسم إدخاله إلى سورية عبر معبر باب الهوى.
وتؤكد الأكاديمية التركية، عائشة نور، أن "الجريمة لا مبرر لها، ولا بد من المحاسبة، ولكن علينا قبل إطلاق أي حكم بحث الأسباب، وانتظار نتائج التحقيق"، مشيرة إلى أن القضاء التركي لا يميز بين جنسية القاتل والمقتول.
وأوضحت لـ"العربي الجديد" أن "خطاب الكراهية الذي تزكيه بعض الأحزاب المعارضة له دور أساسي في تنامي الأحقاد والعنصرية، وحل هذه الأزمة المتفاقمة يكمن في توضيح دور الأخوة السوريين في تركيا، وتفنيد مزاعم مروجي الكراهية، واستصدار قانون صارم يجرّم العنصرية، ليكون رادعاً لكل من يقدم على الإساءة إلى الآخرين، فالبلاد تؤوي أكثر من 5 ملايين لاجئ، من بينهم 3.7 ملايين سوري".
وقال رئيس تجمّع المحامين السوريين في تركيا، غزوان قرنفل، لـ"العربي الجديد"، في تصريح سابق، إن السلطات التركية تعمل على إصدار قانون يجرّم العنصرية بالقول وبالفعل لمواجهة تصاعد خطاب الكراهية والعنصرية، وخصوصاً ضد السوريين.
ولا تزال أصداء حرق ثلاثة شبان سوريين في ولاية إزمير، قائمة في المجتمع التركي، على الرغم من اعتقال الشاب التركي القاتل في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وزادت وتيرة حملات التحريض على السوريين بعد مقتل شاب تركي على يد سوري في أغسطس/آب الماضي، التي يقودها حزب الشعب الجمهوري المعارض، فيما قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، في وقت سابق: "ما دمتُ رئيساً لتركيا، فلن أسمح بطرد السوريين".