نفّذ معلمون سوريون وقفة احتجاجية، اليوم الخميس، أمام مديرية التربية في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، للمطالبة بتحسين الظروف المعيشية للمدرسين في المنطقة، وتركيز الاهتمام على التعليم وتطويره.
وأعلنت نقابة المعلمين أنّ الوقفة في أعزاز جاءت للمطالبة بالكشف عن أموال تقدّم بها مانحون باسم التعليم، كاشفة عن "وجود مبالغ كبيرة مُجمّدة في البنوك التركية وسعيها للتواصل مع الدول المانحة، لكشف حقيقة الأمر".
ويشتكي المعلمون في أعزاز والمنطقة عموماً من الوضع المعيشي السيئ، كما أوضح المدرس خالد الفاعوري لـ"العربي الجديد" الذي يستخدم الدراجة النارية للوصول إلى المؤسسة التعليمية التي يعمل فيها يومياً، مضيفاً أنه بحاجة إلى إنفاق نصف راتبه كمصروف للوقود، ضمن منطقة عفرين بريف حلب، وما يبقى له يدفعه ثمناً للخبز، وبالتالي لن يكون قادراً على إعالة أسرته أو إطعامها طوال الشهر.
وأفاد الفاعوري: "في السابق، كانت رواتب المعلمين 1800 ليرة تركية (58 دولاراً)، وبعد احتجاجات العام الماضي تلقينا وعوداً بزيادة تبلغ 100 بالمائة، لكن الزيادة الفعلية لم تتجاوز 45 بالمائة".
وتابع: "الظروف المعيشية صعبة علينا وعلى الجميع في الوقت الحالي، والاحتجاجات في كل المناطق، الكل يطالب بزيادة في الرواتب، لهذا السبب سبق أن تركت التدريس وعملت في المهن الحرة، لكن مع إصابة في قدمي لم أعد قادراً على العمل وعدت للتدريس، الوضع في أسوأ أحواله".
بدوره، أوضح عمر ليلى، عضو نقابة المعلمين السوريين الأحرار لـ"العربي الجديد"، أن الاحتجاجات في الباب قديمة منذ أكثر من 4 سنوات، وبدأت بوقفات وإضرابات واعتصامات، مضيفاً:" هذا العام تكررت الاحتجاجات، وبعض المدارس قاطعت الدوام، كل هذا يعود للدخل المحدود للمعلمين في الباب وغيرها من المدن، من جرابلس إلى عفرين يجري تهميش قطاع التعليم وعدم إعطاء المعلم ما يكفيه للمعيشة".
وتابع: "قدّمت نقابة المعلمين مجموعة حلول، أهمها دعم قطاع التعليم بشكل حقيقي وإيلاء الأهمية القصوى في المنطقة، وتشكيل هيئة وطنية شاملة تشرف على قطاع التعليم وزيادة رواتب المعلمين وتوحيد الامتحانات، لكن أبرزها زيادة دخل المعلمين، حيث لا يتجاوز راتب المعلم اليوم 85 دولاراً".
ويضطر بعض المدرسين في المنطقة شماليّ سورية للعمل في مهنة أخرى، إضافة إلى التدريس لتغطية مصاريف عوائلهم. وكانت نقابة المعلمين السوريين الأحرار فرع حلب، قد أصدرت في 29 يناير/ كانون الثاني بياناً أكدت فيه أن دعمها مستمر لحراك المعلمين من أجل نيل حقوقهم.