معاناة النازحين شمالي سورية تتكرر مع هطول الأمطار.. خيام غارقة وطرق مقطوعة

16 يناير 2023
بلغ عدد النازحين في مخيمات شمال سورية نحو 1.8 مليون نسمة (عدنان الإمام)
+ الخط -

تتكرر معاناة النازحين في مخيمات الشمال السوري مع تجدد الهطولات المطرية المستمرة اليوم الإثنين، كون المياه تتسلل إلى خيامهم وتبلل ما فيها، وتحرمهم من النوم، كما تعزل مخيماتهم عن القرى القريبة منها وتمنع عنهم الخدمات أو إمكانية الخروج لنقل المرضى إلى أقرب مركز صحي.

الصورة
مخيم جويد - أطمة، ريف إدلب الشمالي (عدنان الإمام)
المياه تتسلل إلى خيام النازحين مع هطول الأمطار (عدنان الإمام)

ومن المخيمات المتضررة مخيم "جويد" ضمن تجمع مخيمات أطمة في ريف محافظة إدلب الشمالي، حيث قطعت الطريق المؤدية إلى المخيم، المحروم أساسا من الصرف الصحي، ودخلت المياه إلى عدد من الخيام فيها، وجدد النازحون في المخيم مناشدتهم فتح طريق إلى المخيم وتزويدهم بقنوات صرف صحي وقنوات لتصريف المياه.

بدريّة نازحة أرملة تعيش وحدها وليس لديها أحد، تقيم في خيمة ضمن المخيم، وهي كبيرة في السنّ، توضّح لـ"العربي الجديد" أن المياه دخلت إلى خيمتها الممزقة في الليل، والوضع أصبح صعبا للغاية.

أما أم أحمد فقالت لـ"العربي الجديد": "ليس لدينا طريق، لا نستطيع الذهاب للحصول على الطعام، لا نستطيع التنقل، كل ما لدينا تبلل بالمياه، حتى خزان المياه لدينا فارغ، الطريق مقطوع، فهل نضيع هنا وتغرقنا الأمطار".

وتشتكي سعدية من كونها لا تستطيع الحصول على الماء، قائلة لـ"العربي الجديد" إن الصهريج لا يمكنه الوصول إلى المخيم بسبب الطريق، مضيفة: "أنا عجوز لا استطيع الخروج من المخيم للحصول على الخبز بسبب الأمطار، الجيران يحضرون لي الخبز، نريد طريقا للمخيم".

الصورة
مخيم جويد - أطمة، ريف إدلب الشمالي (عدنان الإمام)
جدد النازحون في المخيم مناشدتهم فتح طريق إلى المخيم (عدنان الإمام)

أما محمد العلي، فقد أوضح خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن معظم خيام النازحين ضمن المخيم ممزقة، وليس لديهم أي حطب للتدفئة وهم يستخدمون أعواد الزيتون في التدفئة، والخيام تدلف المياه عليهم في الليل ويضعون الأواني في أماكن تساقط المياه ضمن الخيام، مضيفا: "هذه الخيام ممزقة ونضع أكياس نايلون لمنع دخول المطر، ليست لدينا إمكانية لوضع شادر، والمياه تدخل من أسفل الخيمة كون محيط الخيمة مستنقع، نحن لا نشعر بالدفء في الليل أبدا بسبب البرد".

أما يحيى الحميد، فقال لـ"العربي الجديد": "المياه مقطوعة حيث لا توجد آليات قادرة على إيصال الماء إلى المخيم، والحال يرثى لها، الخيام تغرق بالماء، ليس لدينا صرف صحي أو صرف مطري، تذهب النساء لإحضار الماء على رؤوسهنّ، لا أحد يمد لنا يد العون، طالبنا كثيرا بالحصول على طريق أو صرف صحي ولا أحد يرد علينا، نريد مجروراً أو صرفاً صحياً، نريد شيء يخدمنا لا أكثر من ذلك".

وبلغ عدد النازحين في مخيمات شمالي سورية نحو 1.8 مليون نسمة، موزعين على 1633 مخيما، منها 514 مخيما عشوائيا تفتقر لأدنى الخدمات الأساسية، وفق فريق "منسقو استجابة سورية"، ومعظم المخيمات شيدت على أراض زراعية أو مناطق معرضة لخطر السيول، وهي من بين أسباب غمر المياه كثيراً منها.

المساهمون