كشفت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، الإثنين، عن تلقيها استغاثة من المعتقلين السياسيين في سجن برج العرب غربي مدينة الإسكندرية، يشكون فيها من ظروف الاحتجاز، والانتهاكات التي تمارس بحقهم منذ فترة طويلة.
وقال السجناء السياسيون في استغاثتهم، إنهم يعانون في السجن من التضييق والتعنت، وإنهم يتعرضون للتأديب من دون فعل أي مخالفة، إذ "يدخل المسجون في غرفة متر ونصف في مترين تضم ثلاثة أو خمسة أفراد، والطعام اليومي هو رغيف، وقطعة حلاوة، وقطعة من الجبنة، وزجاجة مياه واحدة، ولا يمكنك ان تسأل متى ستخرج، فضلاً عن أنواع التعذيب المادي والمعنوي".
وأكد السجناء السياسيون أنه "ليس هناك تريض، أو تهوية، والسجين لا يرى الشمس، والطعام سيئ، وقليل. طعام خمسة يعطونه لحجرة بها 20 سجينًا، والزيارة مرة شهريًا، ويدخل زائر واحد للسجين، وطعام الزيارة تقرر أن يكفي ليوم واحد، ويضم نوع فاكهة واحد، والشراء من كافتيريا السجن بأسعار مضاعفة. أغيثونا يرحمكم الله".
من جانبها، دانت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان كافة الانتهاكات والتضيقات التي تمارسها السلطات الأمنية في سجن برج العرب بحق المعتقلين، وطالبت النائب العام بإرسال فريق تحقيق للإشراف على السجن، والعمل على وقف كافة الانتهاكات، والحفاظ على كرامة وأمان وصحة المعتقلين، والتوقف عن كافة أشكال القمع.
وصدر قرار بإنشاء سجن برج العرب في عام 2004، في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، في منطقة صحراوية تقع غرب محافظة الإسكندرية، وخصص للمسجونين الجنائيين، كما أنه يستقبل أصحاب الجنسيات الأجنبية الذين يُلقى القبض عليهم في داخل مصر لارتكابهم جرائم، إضافة إلى السجناء المقبوض عليهم على خلفية قضايا سياسية.
ووفق شهادات بعض المحتجزين السابقين، فإن زنازينه متشابهة من حيث التصميم والسعة، إذ تتسع لنحو 12 سجيناً، إلّا أن وضع زنازين "الإيراد" أكثر سوءًا، إذ يتم احتجاز ما يزيد عن 35 شخصا فيها، بينما يتقلص الرقم إلى 21 في زنازين "التسكين" العادية.
ويتم منع المحتجزين من التريّض كأسلوب للتنكيل والعقاب في حال اعتراضهم على بعض الممارسات أو الانتهاكات، وأكد أحد المحتجزين السابقين، أنه تم منعهم من التريّض عشرة أيام، وبعد عودتهم مرة ثانية للتريّض اقتصرت المدة على ما بين 5 إلى 10 دقائق، رغم أنها كانت قبل ذلك نحو 3 ساعات.
ويحصل المسجونون على أدوات النظافة الشخصية عن طريق زيارات الأهل، ويتم منعها أحيانًا لإجبار السجناء على شرائها من "كانتين" السجن.