مصر: إزالة 172 عقاراً مأهولاً في منطقة أثرية لإقامة "مناطق ترفيهية"

04 اغسطس 2022
شهدت مناطق عدة في أحياء القاهرة الأثرية حملات لإزالة العقارات وهدمها (Getty)
+ الخط -

أعلن محافظ القاهرة، خالد عبد العال، الخميس، الانتهاء من إزالة 172 عقاراً من أصل 359 عقاراً مأهولاً بالسكان مستهدفاً بالإزالة في منطقة "الجبخانة" الأثرية بحي مصر القديمة، بدعوى أن هذه البنايات تمثل خطورة داهمة على حياة قاطنيها، كونها مقامة على حافة الجبل في منطقة أثرية، بالقرب من الطريق الدائري الرابط بين محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية.

وقال عبد العال، في بيان، إن المواطنين الذين أزيلت منازلهم من المقرر نقلهم إلى مساكن "المحروسة" التابعة للدولة، على بعد نحو 40 كيلومتراً في اتجاه مدينة السلام، شرقي القاهرة، مشيراً إلى الانتهاء من إجراءات نقل 720 أسرة حتى الآن، وجار استكمال إجراءات نقل بقية سكان المنطقة عقب الانتهاء من هدم منازلهم.

وأضاف أن هذه الإزالات "تأتي ضمن أعمال التطوير الجارية بمنطقة الجبخانة الأثرية في مصر القديمة، وجهود الدولة لرفع كفاءة المنطقة المحيطة بها، والتي تشمل استكمال مسارات الحركة الموصلة إلى المنطقة الأثرية لتسهيل الوصول إليها، وتطوير الفراغات والمناطق المفتوحة، واستغلال المساحات العمرانية البينية في إقامة تجمعات لأنشطة اجتماعية وثقافية وخدمية، وملاعب ومسرح مكشوف، ومنطقة ألعاب أطفال، ومناطق ترفيهية".

و"جبخانة محمد علي" تُعتبر من آثار القاهرة الإسلامية المهملة، وتقع جغرافياً في محيط "عزبة خير الله" بمنطقة الجبل في حي مصر القديمة، ويعود تاريخ إنشائها إلى عام 1829، حيث كانت محاطة بسور خارجي في منطقة صحراوية بعيدة عن العمران، واستخدمت كمخزن للذخيرة المكونة من الكبريت وملح البارود والبارود، وبها آبار ماء لتقليل درجة حرارة المكان.

وصُور في "الجبخانة" بعض الأفلام التاريخية مثل عنتر بن شداد للمخرج نيازي مصطفى عام 1961، والناصر صلاح الدين للمخرج يوسف شاهين عام 1963.

في موازاة ذلك، تواصل محافظة القاهرة عمليات إزالة 3 مناطق سكنية في حي مصر القديمة، هي "الجيارة" و"حوش الغجر" و"السكر والليمون"، ضمن أعمال تطوير محيط سور مجرى العيون الأثري، وتنفيذ مشروع سياحي وثقافي وترفيهي عقب إزالة مدابغ السور، ونقل سكان هذه المناطق إلى مشروع "أرض الخيالة" لاستقبال سكان المناطق العشوائية، بالقرب من منطقة عين الصيرة.

ويذكر أن الأجهزة البلدية في القاهرة نفذت حملة كبيرة لإزالة المحال والمساكن القديمة في محيط شارع المعز لدين الله الفاطمي، في قلب القاهرة، في إطار تنفيذ مخطط تطوير منطقة القاهرة التاريخية، الذي يشمل إقامة أسواق وبازارات ومطاعم ومقاهٍ حديثة مكانها، في استمرار لعملية تشويه القاهرة الإسلامية، والتي شهدت اعتداءات منها هدم مقابر الغفير التاريخية الممتدة على طريق صلاح سالم، وتسويتها بالأرض، من أجل إنشاء محور "الفردوس" المروري.

ويهدف مخطط القاهرة التاريخية إلى إنشاء مسار سياحي وأثري وثقافي للمنطقة، يتضمن إعادة استخدام بعض المباني لتصبح مزارات سياحية وفنية ودينية، فضلاً عن مسار آخر ترفيهي وتجاري وسكني، وثالث للخدمات المجتمعية يحتوي على أسواق ومطاعم، ومنافذ لبيع المنتجات تتبع القوات المسلحة وجهاز الشرطة، وحديقتين ترفيهية وعامة، وأماكن انتظار للسيارات.

وشهدت مناطق عدة في العاصمة المصرية تنفيذ حملات لإزالة العقارات، والتهجير القسري للمواطنين بمزاعم التطوير، لعل أبرزها في شارع حسين كامل سليم الرئيسي بمنطقة ألماظة، بالقرب من مطار القاهرة الدولي، وفي بعض شوارع منطقتي المرج وعزبة النخل لإقامة محور (المرج - رمسيس) المروري، وعلى امتداد الطريق الدائري بحجة توسعته.

وكان البرلمان المصري أقر تعديلاً على قانون نزع ملكية العقارات للمنفعة العامة، يقضي بمنح رئيس الجمهورية، أو من يفوضه، سلطة تقرير المنفعة العامة تسريعاً لوتيرة إجراءات نزع الملكية من المواطنين بشكل جبري، للانتهاء من مشاريع الطرق والجسور، ومنح المحافظين سلطة إصدار قرارات الاستيلاء المؤقت على بعض العقارات المملوكة للمواطنين في حالات الضرورة.

المساهمون