مسؤول أممي لـ"العربي الجديد": شمال قطاع غزة ما زال يتجه نحو مجاعة

26 ابريل 2024
أطفال غزة غير قادرين على الحصول على الطعام، 25 فبراير 2024 (عابد زقوت/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- كارل سكاو من برنامج الأغذية العالمي حذر من خطر المجاعة في شمال قطاع غزة، مؤكدًا على ضرورة تحسين وتنويع المساعدات الغذائية ودعم النظم الصحية لتجنب هذا السيناريو.
- أشار إلى أهمية فتح الممرات البحرية كإضافة للمسارات البرية لضمان استمرارية وصول المساعدات، وتحدث عن جهود إعادة فتح المخابز وتوزيع المواد الغذائية في غزة.
- رغم تحسن نسبة المساعدات المقدمة لغزة، لا تزال الاحتياجات ضخمة وهناك حاجة ملحة لزيادة العمليات وتحسين جودة المساعدات، خاصة في ظل الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر.

حذّر نائب مدير برنامج الأغذية العالمي كارل سكاو، يوم الخميس، في تصريحات لـ"العربي الجديد" في نيويورك، من أن شمال قطاع غزة ما زال يتجه نحو مجاعة، وأنه لم يتحقق بعد التحول النوعي والكمي والاستمرارية لتجنب هذا السيناريو الكارثي في الأسابيع المقبلة. وأضاف سكاو، خلال مؤتمر صحافي عُقِد في مقر الأمم المتحدة الرئيسي، أن التقرير الأخير الصادر عن "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)" يتوقع وقوع مجاعة في غزة بحلول شهر مايو/أيار إذا لم يتم تحقيق تغيير جذري في عمليات المساعدات، مؤكداً أن "النموذج المطلوب لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب لتفادي هذا السيناريو". وأكد "ضرورة زيادة حجم المساعدات وتنويعها وضمان استمراريتها بشكل يومي".

وأشار سكاو إلى أهمية "تقديم مساعدات متنوعة تشمل مكملات التغذية والوجبات الجاهزة إلى جانب الدقيق والقمح". وشدد على "أهمية دعم النظم الصحية الأساسية في شمال القطاع وتقديم المساعدات لعلاج الأطفال المصابين بسوء التغذية". وأكد أن "الجهود الرامية لتجنب المجاعة تتطلب حزمة متنوعة من المساعدات لتحقيق تغيير جذري في الوضع"، مضيفا أن توقعات الأمم المتحدة حول وقوع مجاعة في غزة تبرز الحاجة الملحة لتعزيز الجهود الإنسانية وتوسيع نطاقها لتحسين الوضع في القطاع.

وأعرب المسؤول الأممي أيضاً عن قلقه من عواقب اجتياح رفح، مؤكداً أن "تلك العملية ستكون لها عواقب وخيمة، ليس فقط على المدنيين الذين نزحوا من منازلهم هناك، بل أيضاً على قدرة الأمم المتحدة على الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية". وفي ما يتعلق بالمبادرة المتعلقة بالممر البحري، أكد أنهم يشاركون في هذه المبادرة وفقاً للمعايير المتفق عليها، وستتم دراسة كيفية إسهامها بشكل إيجابي في عمليات المساعدات بشكل عام، لكنه أشار إلى أن "تلك الممرات تعتبر إضافية ومكملة للمسارات البرية التي لا يمكن استبدالها، ولذا يجب أن يظل التركيز عليها".

وبالنسبة لدور برنامج الأغذية في ما يتعلق بالممر البحري، أوضح أنهم يقودون المجموعة اللوجستية، حيث يقدمون الدعم والتنسيق في مجال اللوجستيات بشكل عام، سواء لصالح يونيسف أو أي جهة أخرى تستفيد من الممر. وأشار إلى أن دورهم الرئيسي يتمثل في توزيع المواد الغذائية التي تدخل عبر الممر البحري، وهذا الدور يشبه إلى حد كبير ما يقومون به في الممرات البرية وغيرها من المسارات.

وأشار المتحدث ذاته إلى تحسن وزيادة في نسبة المساعدات التي تمكّن البرنامج من إيصالها إلى قطاع غزة، بما في ذلك الشمال، مؤكداً في الوقت نفسه أن "هذا التحسن لم يصل بعد إلى المستويات المطلوبة والمستدامة". ولفت الانتباه إلى الجهود المبذولة لإعادة فتح جزء من المخابز في غزة، موضحاً: "لدينا حالياً 16 مخبزاً في مناطق متعددة من غزة تعمل وتقدم 60 ألف ربطة خبز يومياً. وفي الأسبوع الأخير، نجحنا في إعادة فتح أربعة مخابز في شمال غزة، وهذه هي المرة الأولى التي تتمكن فيها الكثير من العائلات من الحصول على الخبز في تلك المنطقة منذ بداية الأزمة". وأكد في الوقت ذاته على أن "الاحتياجات ضخمة، وأن هذه الخطوات تمثل بداية لتلبية هذه الاحتياجات، لكن هناك حاجة ملحة لتوسيع نطاق العمليات وتحسين جودة المساعدات المقدمة".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة خلفت قرابة 112 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

المساهمون