يعاني المتعايشون مع فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" في تونس، من عدم المساواة في العلاج، وأكدت دراسات لمنظمات دولية ومحلية أن الوصم والتمييز من أبرز العوائق التي لا تشجع حاملي الفيروس على إجراء التحاليل، أو التوجه إلى المراكز الصحية.
وأكدت مديرة إدارة الرعاية الصحية الأساسية، أحلام قزارة، لـ"العربي الجديد"، على هامش مؤتمر صحافي، الأربعاء، تحت شعار "إنهاء عدم المساواة. القضاء على السيدا (الإيدز). القضاء على الجوائح"، أنّ "الهدف من هذا الشعار هو تعزيز المكاسب في مجال حقوق الإنسان، وتطويرها للفئات الهشة، والأكثر عرضة للإصابة، بمن فيهم الأجانب المقيمون، وإنهاء الوصم والتمييز تجاه المتعايشين مع الفيروس".
وتُضيف قزارة: "تونس كانت من بين الدول التي أعربت عن التزامها بالإعلان العالمي الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في منتصف 2016، من أجل تبني مسار سريع للقضاء على الإيدز، واعتمدت على المخطط الاستراتيجي 2018- 2022، ومن بين أهدافه أن 90 في المائة من المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة يعرفون بإصابتهم، و90 في المائة من الأشخاص الذين تم تشخيصهم يتلقون العلاج المضاد للفيروس".
وأكدت الجمعية التونسية للوقاية الإيجابية أن "نسبة الوصم في المراكز الصحية تبلغ 19.6 في المائة، وفي محيط المصاب 30 في المائة، كما كشفت دراسة أنجزتها منظمة "يونيسف" أن 60 في المائة من المصابين الرجال و66 في المائة من المصابين النساء أبلغوا عن مواقف تمييز تعرضوا لها.
ويقول رئيس جمعية "ناس" للوقاية المندمجة، عصام الغريتلي، لـ"العربي الجديد"، إن "الوصم والتمييز موجود في المراكز الصحية، وفي جميع الأماكن التي يذهب إليها المتعايشون مع الفيروس، كما يعاني منه متعاطو المخدرات، والمساجين، والمهاجرون الذين يواجهون عراقيل في الوصول إلى العلاج".
وتُفيد آخر الإحصائيات التونسية بأن نسبة انتشار فيروس الإيدز تمثل 0.1 في المائة، ويؤكد الطبيب بإدارة الرعاية الصحية الأساسية، سمير مقراني، لـ"العربي الجديد"، أن "عدد المتعايشين مع الإيدز نحو 4500 إصابة، وفي سنة 2020، تم رصد 198 إصابة جديدة، من بينهم 7 أطفال، ومن بين هؤلاء 32 في المائة فقط يتلقون العلاج".
ويُضيف مقراني: "الإشكالية الكبيرة التي نعيشها في تونس أن أكثر من 2000 شخص، بنسبة أكثر من 50 في المائة ممن يتعايشون مع الفيروس لا تتوفر أي معطيات عن أماكن تواجدهم، وغالبية الفئات المصابة من مدمني المخدرات بنسبة 11 في المائة، أما المساجين والأجانب فلا تتوفر أي معطيات عن عدد الإصابات بينهم".