مدن تونسية تطالب بالحماية في مواجهة أمطار الخريف خوفاً من الفيضانات

30 اغسطس 2022
باتت أمطار الخريف مصدر قلق كبيراً للتونسيين بسبب فيضانات 2018 (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

تسعى منظمات مدنية ونشطاء محليون في تونس لإثارة ملف مخاطر أمطار الخريف في المدن المهددة بالفيضانات بهدف تجنّب الخسائر التي تخلفها السيول سنوياً، وذلك في ظل بطء كبير في تقدم المشاريع الحكومية لحماية المدن من الفيضانات.
وغالباً ما تكون أمطار الخريف مصدر قلق كبيراً لسكان المدن المهددة بالسيول، ما يجعل النشطاء في المنظمات الأهلية في حالة استنفار ويقومون بتوجيه دعوات للسلطات الجهوية للتحرك بشكل استباقي من أجل تطهير مجاري المياه وتنظيف الأودية درءاً لمخاطر أمطار الخريف.
ويعمل المجتمع المدني على الإثارة المستمرة لملف حماية المدن من الفيضانات، منتقداً تباطؤ المشاريع المبرمجة للحد من مخاطر السيول في المناطق المهددة. وبالإضافة إلى الوقفات الاحتجاجية والحراك الاجتماعي، تتولى جمعيات مدنية مراقبة نسق تقدم المشاريع.
ويؤكد عامر الإسطنبولي، الناشط بالمجتمع المدني في محافظة نابل، التي تسببت سيول الخريف في وفاة 6 من مواطنيها في عام 2018، لـ"العربي الجديد"، أن "ملف حماية المحافظة من الفيضانات لم يعد يجد اهتماما كبيرا من السلطات، بينما يواصل المجتمع المدني الضغط من أجل تحويل المخططات إلى مشاريع حقيقية".
وقال الإسطنبولي إن "محافظة نابل حصلت عقب فيضانات سبتمبر/أيلول 2018 على دعم من المنظمات الدولية بقيمة 7 ملايين دينار من أجل حماية الشريط الساحلي والمدن المهددة بالسيول، غير أن المشروع لم يتجاوز مرحلة الدراسات بعد أكثر من 4 سنوات".

وأضاف "المجتمع المدني يضغط في اتجاه تسريع تنفيذ المشاريع، غير أن الخطر يبقى قائماً كل سنة من أن تتكرر تلك المشاهد المرعبة التي عاشتها المدينة وتسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة".
وأشار إلى أن "نشطاء المجتمع المدني يطالبون بشكل دوري وزارة التجهيز بتمكينهم من معطيات حول تقدم مشروع حماية المدينة، غير أن هذا المخطط لا يزال ربما يحتاج إلى سنوات لتنفيذه، وفق ما كشفته آخر بطاقة لتحيين المشروع حصل عليها المجتمع المدني".
 وفي سبتمبر 2018 ضربت الفيضانات عدة مدن في محافظة نابل، وأدت إلى مقتل 6 أشخاص وتسببت في أضرار مادية كبيرة، فيما بلغت كمية الهطول 204 مليمترات، كما أثرت مياه الفيضانات سلباً على الحقول، وأدت إلى نفوق الدجاج والمواشي بمختلف أنواعها. وألحقت الفيضانات أضراراً بالبنية التحتية من طرقات وجسور وأعمدة كهربائية وسكك حديدية.
واجتاحت السيول أيضاً أكثر من 35 مؤسسة تربوية موزعة على 10 معتمديات، منها بوعرقوب، وبئر بورقبة، وتاكلسة، وسليمان، وبني خلاد، ودار شعبان الفهري، وقربة، الميدة، منزل بوزلفة ونابل المدينة. وساهم أفراد المجتمع المدني من شباب وأهال وقيمين على المدارس والمعاهد لتنظيف المنشآت من الأوحال وإخراج المياه الراكدة.

أيضاً يقول إلياس العشّي، الناشط بالمجتمع المدني من مدينة بوسالم في محافظة جندوبة، شمال غرب تونس، إنه عايش ما لا يقل عن 3 فيضانات كبرى في مدينته كانت مخلفاتها كبيرة على أرزاق المواطنين وحياتهم دون أن تجد السلطات حلولا جذرية لمنع تكررها.

وقال العشي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "ارتفاع الظواهر المناخية المتطرفة في جميع أنحاء العالم قد يجعل من الفيضانات حدثاً دورياً نتيجة الأمطار الغزيرة والانهيارات الطينية"، مطالباً بـ"خطة وطنية لحماية المدن من السيول الخريفية ومشاركة القوى المدنية في تنظيف مجاري المياه التي تردم بالفضلات والأتربة".
وعقب الفيضانات غالباً ما تشكل المياه الراكدة الزاخرة بحيوانات نافقة في الأودية والمجاري والبرك والمستنقعات بيئة ملائمة لتكاثر البعوض وظهور ما يعرف بحمى غرب النيل، ما دفع وزارة الصحة إلى إصدار تحذير بتوخي الحذر من المناطق السوداء.

المساهمون