أنشأت جمعية "دنيز فنري" التركية بالشراكة مع منظمة "جيغسو" البريطانية، مدرسة "منارة الأجيال" في منطقة مخيّمات الكمونة في الريف الشمالي لمحافظة إدلب، شمال غربي سورية، على أن تستقبل 1500 تلميذ يتوزّعون على دوامَين في 25 غرفة صفّية.
يقول المدرس محمد العبد الله لـ"العربي الجديد" إنّ "المدرسة تكفّلت بتلاميذ من مخيّمات الكمونة ومن بلدة الكمونة، ولعلّ الفائدة الكبرى كانت بجلب تلاميذ متسرّبين وإدخالهم في سياق التعليم (من جديد). كذلك أُتيحت فرص عمل لمدرّسين، والتكفّل بذلك أتى بمساندة منظمة الرواد".
من جهته، يوضح المدير التنفيذي لجمعية "دنيز فنري" باسل الحمود لـ"العربي الجديد" أنّه "بالتعاون مع جيغسو البريطانية وُضع حجر الأساس لهذه المدرسة قبل نحو خمسة أشهر، وهي تتألف من طبقتَين و25 غرفة صفّية، مع مسجد ومكتبة ومختبر. وفي حين أنّ قدرتها الاستيعابية هي 1500 تلميذ، فإنّ عدد الملتحقين بالمدرسة في الوقت الحالي هو 1288 تلميذاً". يضيف الحمود أنّ هذه المدرسة وفّرت فرص عمل لـ32 شخصاً (28 من الإناث و34 من الذكور)، و"هي أُنشئت بسبب الحاجة الملحة إليها في بلدة الكمونة، إذ إنّ أعداد التلاميذ المتسرّبين فيها كبيرة جداً".
وفي السياق نفسه، يقول مدير جمعية "دنيز فنري" أسامة المحمد لـ"العربي الجديد": "كلنا نعلم حجم الدمار خلال سنوات الحرب، ولعلّ الخسارة الأكبر هي المدارس المدمّرة. وثمّة أطفال يعيشون في خيم ممزّقة، ففكّرنا مع شركائنا في إنشاء مدرسة هنا، كون منظمات كثيرة تغفل عن هذا الأمر. ونحن يهمّنا أن ينال كلّ طفل حقّه في التعليم". ويشير إلى أنّ "نموّ طفل في خيمة لا يعني أن يقضي كلّ حياته فيها. فهو سوف يكبر ويصير طبيباً أو مهندساً أو حرفياً، بالتالي عضواً فعّالاً في المجتمع وصاحب قرار فيه. هذا هو سبب إنشاء هذه المدرسة".
تجدر الإشارة إلى أنّ نظام التعليم في سورية مرهق جداً ويعاني من نقص في التمويل، بحسب ما جاء في بيان مشترك للمنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية في سورية مهند هادي، والمدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تيد شيبان. أضاف المسؤولان الأمميان أنّ نظام التعليم "مجزّأ وغير قادر على توفير خدمات آمنة وعادلة ومستدامة لملايين الأطفال"، لافتَين إلى أنّ "أكثر من 2.4 مليون طفل هم خارج المدرسة، نحو 40% منهم من الفتيات، كما أنّ واحدة من كلّ ثلاث مدارس خرجت عن الخدمة في داخل سورية، لأنّها دُمّرت أو تضرّرت أو تُستخدم لأغراض عسكرية".