تتجول حافلات دراسية ملونة ومكيفة في بلدة جنديرس، شمالي سورية، لتمنح الطلاب فرصة للتعلم من جديد وترسم البسمة على وجوههم بعدما دمر زلزال 6 فبراير/ شباط الماضي مدارسهم متسببا في مقتل عشرات آلاف الأشخاص في تركيا وسورية.
وتتصدر جنديرس المناطق المتضررة من الزلزال في سورية، إذ أودى الزلزال بحياة مئات الأشخاص ودمر معظم بيوت البلدة، كما دمر 24 مدرسة من أصل 45 يدرس فيها عشرات آلاف الطلاب، وتوفي 600 طالب و26 معلما، وفقا لأرقام جهات محلية معنية.
وفيما تحولت المدارس التي نجت من الزلزال إلى مأوى للمتضررين منه، بات الطلاب بدون مدارس، فجاء الحل على شكل حافلات مدرسية.
تلك الفكرة تنفذها مديرية التربية والتعليم في مدينة عفرين بالتعاون مع "مشروع أورانج" التعليمي، ما أعاد الطلاب إلى كراساتهم والبسمة إلى وجوههم بعدما ظنوا أنهم لن يعودوا إلى الدراسة، وبدلا من المقاعد العادية، توجد في الحافلات مقاعد دراسية مزينة بألوان عديدة ومزودة بمواد وصور تعليمية.
وتتجول الحافلات في البلدة وبين الخيام المحيطة بها، ويحضر فيها نحو 3 آلاف طالب يتلقون الدروس لمدة 6 ساعات يوميا.
معربةً عن سعادتها بأنها لم تفقد حقها بالدراسة، قالت يقين سعيد، وهي طالبة في الصف الثاني الابتدائي، إن مدرستها دمرها الزلزال وجرى نقل تلاميذها إلى مخيم، والآن يدرسون في الحافلات.
أما الطالبة مايا خالد، وهي في الأساس نازحة من ريف حماه (وسط)، فقالت إنها فقدت 3 من زملائها في الدراسة جراء الزلزال، موضحة أن التلاميذ سكنوا في مخيم بعد الزلزال، وبدأوا بتلقي الدروس في الحافلات، مشيرة إلى أن المعلمين الذين يأتون مع الحافلات يعاملونهم بشكل جيد جدا، وأنهم لا يشعرون بالبرد ولا بالحر في تلك الحافلات.
أضافت قمر محمد، وهي تلميذة في الصف الثالث الابتدائي، إنها تداوم على الدراسة في الحافلات منذ انتقالها إلى المخيم بعد الزلزال.
من جانبه، يقول منسق التعليم في مشروع "أورانج" محمد شهاب إنهم بدأوا بمشروع المدارس المتنقلة قبل 3 أشهر، بالتعاون مع مديرية التعليم في عفرين، مضيفا أنه إلى جانب الأجواء الملائمة للتعلم في الحافلات، فإنهم يقدمون دعما نفسيا للطلاب، لافتا إلى أن 27 حافلة تقوم بتلك المهمة.
فيما أوضح مصعب العمر، وهو معلم في المدارس المتنقلة، أن بعض الطلاب في المدارس التي دمرها الزلزال دخلوا في حالة اكتئاب، مشيرا إلى أنه بالإضافة إلى دروس اللغة العربية والرياضيات، فإن المدارس المتنقلة تنفذ فعاليات وأنشطة متنوعة، ويولي الأهالي أهمية كبيرة لاستمرار أبنائهم في الدراسة عبر تلك الحافلات.
(الأناضول)