مخلّفات الحرب تُواصل الفتك بأرواح السوريين

19 ديسمبر 2024
الألغام ومخلفات الحرب تُهدّد حياة السوريين، 19 ديسمبر 2024 (الدفاع المدني السوري)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت منطقة باشمرا في ريف حلب الشمالي انفجار لغم أرضي، مما أدى إلى مقتل مدني وإصابة آخر، وسط تحذيرات من منظمة الدفاع المدني السوري من مخاطر الألغام.
- وثقت "الخوذ البيضاء" 20 حالة وفاة و9 إصابات بين المدنيين بسبب الألغام في الفترة من 27 نوفمبر حتى 19 ديسمبر، مؤكدة على أهمية الإبلاغ عن الأجسام المشبوهة.
- حددت فرق مسح مخلفات الحرب 95 حقلاً تحتوي على الألغام في ريفي إدلب وحلب، وتم التخلص من 547 ذخيرة غير منفجرة، مع استمرار جهود التوعية.

قُتل مدنيٌ اليوم الخميس، وأُصيب آخر بجروح، جراء انفجار لغم أرضي من مخلّفات الحرب في سيارة كانا يستقلانها في منطقة باشمرا في ريف حلب الشمالي، شمال سورية. فيما حذّرت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) المدنيين من العودة إلى المناطق التي لم تنتهِ فيها عمليات المسح وإزالة الألغام ومخلفات الحرب. وقالت "الخوذ البيضاء"، اليوم الخميس، إن مخلّفات الحرب والألغام تُهدّد حياة المدنيين، وتفرض واقعاً صعباً يحول دون عودتهم لمنازلهم، والعمل في مزارعهم، مؤكدةً أنها تسعى جاهدة للحدّ من هذا الخطر عبر عمليات المسح والإزالة لهذه المخلفات.

وأوصت المنظمة المدنيين بالحذر من مخلفات الحرب والألغام، وعدم الاقتراب من الأجسام الغريبة والذخائر غير المنفجرة، والمواقع العسكرية والمناطق التي شهدت اشتباكات في الأيام الأخيرة، وحقول الألغام، وإبلاغ فرق الدفاع المدني السوري عن أي جسم غريب دون الاقتراب منه أو لمسه وتحريكه.


وكانت "الخوذ البيضاء" قد وثقت من تاريخ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني حتى اليوم الخميس 19 ديسمبر/ كانون الأول مقتل 20 مدنياً، بينهم 8 أطفال وامرأة، وإصابة 9 مدنيين، بينهم 3 أطفال بجروح منها بالغة، في انفجار لمخلفات الحرب والألغام في المناطق السورية. 

ويقول أمير العثمان، من بلدة المنحدر، من بلدة ترملا بريف إدلب الجنوبي، لـ"العربي الجديد": "تركت الخيمة لأعود إلى بلدتي. تعبت من حياة التهجير، فقد غادرت المنطقة قبل حوالي خمس سنوات، لدي أرض يمكنني زراعتها والعيش منها، بينما في المخيم لا يوجد سوى حدود الخيمة. تعرض بيتي لتخريب كبير، لكن تدبرت الأمر، غطيت النوافذ بشوادر من البلاستيك، وثبتها بالأخشاب وكذلك الأبواب، تسييراً للأمور حالياً حتى انتهاء الشتاء".

ويضيف العثمان: "منعت أولادي كلياً من الذهاب الى الأرض، لعلمي الأكيد بوجود ألغام فيها تركتها قوات نظام الأسد. بالفعل وجدت ألغاماً فردية، أعرفها تماماً، من خلال خدمتي العسكرية. كما توجد مقذوفات غير منفجرة لمدافع رشاشة وقنابل عنقودية، أبلغنا الدفاع المدني عنها، وكان الرد أن فرقاً متخصصة ستصل المنطقة بأقرب وقت للعمل على إزالتها، في الوقت الحالي لا يمكن أن نفعل أي شيء حتى تُزال هذه المخلفات، نرجو أن يبادروا بأسرع وقت بإزالتها، كون الأرض حالياً هي المصدر الوحيد للرزق لدينا، ونريد أيضاً الحفاظ على سلامة أولادنا".

فرق مسح مخلّفات الحرب

وقالت "الخوذ البيضاء" في تقرير لها يوم أمس الأربعاء، إن فرق مسح مخلّفات الحرب في الدفاع المدني السوري حددت 95 حقلاً ونقطة تنتشر فيها الألغام ومخلفات الحرب، في المناطق المدنية وبالقرب من منازل المدنيين وفي الحقول الزراعية والمرافق، في المدن والبلدات التي كانت تسيطر عليها قوات النظام وحلفاؤه، في ريفي إدلب وحلب. وعثرت الفرق على العشرات من حقول الألغام التي تحتوي على الألغام المضادة للآليات والمضادة للأفراد المحرمة دولياً، والتي تسبب انفجار بعضها بمقتل وإصابة عشرات المدنيين خلال الأيام السابقة، وباتت تشكّل خطراً يهدد الحياة ويقوض عودة المدنيين لمنازلهم والعمل في مزارعهم بمناطق واسعة شمال سورية. وأرفقت المنظمة في تقريرها خريطة توضيحية لأماكن توزع حقول الألغام، وحذرت المدنيين من الاقتراب منها بريفي إدلب وحلب، مع مواصلة العمل لمسح بقية المناطق السورية.

ولفتت "الخوذ البيضاء" إلى أن فرقها تمكنت بين 26 أكتوبر/ تشرين الأول و16 ديسمبر/ كانون الأول الماضيين من القيام بـ246 عملية تطهير وإزالة، جرى خلالها التخلص من 547 ذخيرة غير منفجرة، إضافة إلى تحديد 95 حقل ألغام ونقاط لوجود الألغام، فضلاً عن إقامة 103 جلسات للتوعية بمخاطر الألغام والذخائر غير المنفجرة للسكان قبل عودتهم إلى المناطق التي نزحوا منها خلال الحرب النظام، مع تحديد 38 منطقة خطرة مؤكدة في شمال غرب سورية.