"نعاني في باكستان، منذ أمد بعيد، من أزمتين، هما: العيش في منزل بلا أدنى مقومات الحياة، وملاحقة الشرطة باستمرار لنا. تتبعنا تحت غطاء تطبيق القانون، لكن في حقيقة الأمر هي مضايقات من أجل الحصول على بعض المال". هكذا يبدأ اللاجئ الأفغاني محمد إبراهيم خان حديثه، مع "العربي الجديد" عن حياته في باكستان.
يصف الحياة في باكستان بالصعبة، خصوصاً خلال الأعوام الأخيرة: "كنا مرتاحين نسبياً، إذ نعمل بلا خوف، بل براحة بال. أما اليوم، فالحياة صعبة مع ملاحقة الشرطة لنا، وخصوصاً مَن لا يملك بطاقة لاجئ، رغم أنّ معظمنا يعيش منذ عقدين في باكستان".
يطلب محمد إبراهيم وأسرته من الحكومة الباكستانية تركهم يعيشون بسلام، بلا أي مضايقات، لكونهم غير قادرين على العودة إلى بلدهم بسبب الأوضاع الأمنية السيئة فيه، معتبراً أنّه في حال نجاح المصالحة الأفغانية، فإنّه سيترك وعائلته باكستان ليعود إلى قريته التي يملك فيها أراضي زراعية.
بدوره، يتحدث شوكت خان، والد إبراهيم لـ"العربي الجديد"عن حبه لقريته، قائلاً: "لا يمكن أيّ شخص عاش في الغربة أن ينسى أرضه ووطنه، لكنّ الأوضاع ترغمنا على العيش في ظروف صعبة، فمهما تغيرت الظروف وتحسنت الأحوال يبقى الوطن في القلب، وإلى حين تحسن الأحوال في وطننا، سنبقى في باكستان. فالحياة هنا، رغم قساوتها، تبقى أفضل من بلدنا". وصل والد محمد إبراهيم، إلى باكستان قبل ولادة ابنه، هرباً من الحرب في بلاده، وقد زار محمد إبراهيم برفقة والده قريته مرات عدة، ورغم رغبته في العودة مع عائلته، إلا أنّ رفض والده الفكرة منعه من تحقيق حلمه.
يعمل محمد إبراهيم حالياً في مهن مختلفة، منها عامل في سوق الخضار، إذ يكسب يومياً ما بين 500 روبية (3 دولارات) وألف روبية (6 دولارات)، وبعد انتهاء يومه يعود إلى منزله ويعطي ما جناه لوالده كي يتدبر أمور العائلة. وبسبب فيروس كورونا، واجهت الأسرة ظروفاً صعبة، لكنّ مساعدة الأقارب والأصدقاء ساهمت بإنقاذها من الأزمة. يتحدثه الوالد شوكت عن هذه المرحلة قائلاً: "عشنا أياماً عصيبة من حياتنا بسبب كورونا، وبينما كان الآخرون خائفين من العدوى، كنا نخاف من الجوع. لم تكن الحيطة والحذر من الفيروس من ضمن أولوياتنا، بل كسب لقمة العيش كان الهم الأساس. ابني كان يخرج من المنزل في الصباح ليجد عملاً، لكنّه كان يعود حزيناً في معظم الأحيان، غير أنّ الأحوال تتغير الآن، ونعود إلى الحياة الطبيعية".