محكمة الاحتلال العليا تمهل النيابة 21 يوماً للبت بقضية اعتقال الأسير نائل البرغوثي

10 مايو 2022
مطالبات بالحرية للأسير نائل البرغوثي (العربي الجديد)
+ الخط -

قررت المحكمة العليا للاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، إعادة ملف الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي إلى لجنة الاعتراضات العسكرية التي شُكّلت للنظر في قضايا محرريّ صفقة "وفاء الأحرار" المُعاد اعتقالهم، والتي أعادت الأحكام السابقة، على أن تتقدم النيابة بطلب ذلك خلال 21 يومًا.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان، إنه ستُحدد لاحقًا جلسة في المحكمة العسكرية في معسكر (عوفر)، لنظر القضية من قبل لجنة الاعتراضات العسكرية، وأتاحت المحكمة العليا للاحتلال للمحامي فرصة العودة إليها إن لم يتم البت في القضية خلال هذه المدة.
وأشار نادي الأسير إلى أن "قرار محكمة الاحتلال العليا جاء لسببين؛ الأول هو وجود خلل إجرائي، حيث لم تستوف المراحل القانونية السابقة، والثاني جوهري يتعلق بالادعاءات التي قدمت من قبل النيابة، والتي لم تكن كافية".
وصدر القرار خلال جلسة عقدت بحضور الأسير نائل البرغوثي، في القدس، للنظر في الالتماس المقدم رفضًا لاستمرار اعتقاله، والمطالبة بإنهاء اعتقاله المؤبد المبني على ذريعة وجود "ملف سرّي"، وجرت جلسة المحكمة في ظل إجراءات أمنية مشددة.
بدورها، قالت أمان نافع، زوجة الأسير البرغوثي، لـ"العربي الجديد": "ما يجري بحق نائل هو اعتقال سياسي يتم التلاعب به من قبل حكومة الاحتلال"، مؤكدة على ضرورة التدخل لحل قضية أسرى صفقة "وفاء الأحرار" بشكل جدي.
وأشارت نافع إلى أنه "كان من المفترض أن يتم الإفراج عن نائل بعد إنهائه 30 شهرًا، لكن الاحتلال مدد اعتقاله، رغم مرور خمس سنوات ونصف السنة على انتهاء حكمه، وأعيد له حكم المؤبد رغم أنه أفرج عنه في صفقة التبادل وفق اتفاقات دولية. نائل قضى 42 عامًا في سجون الاحتلال، وتوفي شقيقه الوحيد، واستشهد ابن شقيقه، وتوفي والداه وهو في الأسر".

إجراءات إعادة اعتقال الأسير البرغوثي لا علاقة لها بالقانون

في الأثناء، قال نادي الأسير في بيان، إن قرار محكمة الاحتلال العليا "لا يعني رفض الالتماس الذي قدم للمطالبة بإنهاء اعتقال الأسير البرغوثي، والقرار يُعبّر  فعليًا عن قناعة المحكمة بضعف الادعاءات المقدمة من النيابة".
بدوره، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، إن "قرار المحكمة يؤكّد مجددا أن الإجراءات التي اتخذت لإعادة اعتقال الأسير البرغوثي لا علاقة لها بالقانون، والذي نعتبره قانونًا جائرًا، وأن المنظومة القضائية ما هي إلا أداة بيد مخابرات الاحتلال حينما يتعلق الأمر بمصير فلسطيني، ومع ذلك قد نقرأ في ذلك تقدمًا، خاصة أن المحكمة أبقت الباب مفتوحًا أمام المحامي، الأمر الذي لم يحدث في القضايا السابقة المماثلة".
وتابع فارس: "لن ننتظر لجنة الاعتراضات العسكرية، والتي شُكلت في وقت شعرت فيه إسرائيل بالخيبة بعد اختطاف المستوطنين الثلاثة في عام 2014، وشرعت بتنفيذ إجراءات انتقامية ليس لها علاقة بأي ادعاءات تتعلق بالأمن، وكان منها إعادة اعتقال الأسير نائل البرغوثي، و49 من رفاقه المحررين".

والأسير نائل البرغوثي (64 سنة)، من بلدة كوبر شمال غرب رام الله، واعتقله الاحتلال لأول مرة في عام 1978، وحکم عليه بالسّجن المؤبّد و18 عامًا، وأفرج عنه في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، وعاش الحرّيّة لـ32 شهراً فقط، ثمّ أعاد الاحتلال اعتقاله في يونيو/حزيران 2014، وحكم عليه بالسّجن لـ30 شهراً في 10 مايو/أيار 2015، وبعد انتهاء مدة الحكم، أعاد حكمه السّابق بالمؤبد و18 عاماً، بذريعة وجود "ملف سرّيّ".
وقضى الأسير نائل البرغوثي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة، ووصل المجموع إلى ما يزيد عن 42 عاماً، منها 34 عاماً بشكل متواصل، وفقد غالبية أفراد عائلته خلال سنوات اعتقاله، وكان آخرهم شقيقه عمر البرغوثي (أبو عاصف) الذي توفي العام الماضي، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا.

المساهمون