قبل 3 أشهر، قادت الصدفة آسيا حسين وندى السيد ومنة الفقي وحليم إبراهيم إلى رحلة ثقافية في منطقة صحراء المماليك، أو "مدينة الموتى" في القاهرة، ليجدوا أنفسهم داخل منطقة المجاورين، وهي إحدى أشهر المقابر في مصر.
وسبب اشتهار المنطقة باسم "مدينة الموتى" أن سكانها من المهمّشين والفقراء الذين يجاورون القبور.
ووجد الشباب الأربعة في هذه المنطقة ضالتهم من خلال مشروع تخرجهم من دبلوم التنمية الثقافية التابع لجامعة القاهرة، ليأسسوا مبادرة "كمبوند المجاورين" لتعليم السيدات الأشغال اليدوية وإعادة التدوير.
وتقول آسيا حسين، مسؤولة التدريب في المشروع: "مع بداية عملنا على مشروع التخرج كانت الفكرة الأساسية هي تنمية منطقة فقيرة ومهمشة ثقافياً، وفكرنا في أكثر من مكان، وبالصدفة عرفنا عن رحلة ثقافية لمنطقة صحراء المماليك، وأثناء الزيارة وجدنا منطقة المجاورين، ولفت نظرنا ترحيب السكان بنا، وعرفنا بأن المكان مهدد بالإزالة، فقررنا في البداية أن يكون المشروع هو "مشروع حكي" لتوثيق تراث المنطقة قبل إزالتها، إلا أن الأهالي طلبوا أن يقوموا بصنع أشياء بأيديهم".
وتوضح ندى السيد، عضو فريق المشروع: "حين قرر الأهالي العمل بأيديهم، وضعنا خطة للتدريب، تشمل أعمال الإبرة و"الكروشيه"، والطباعة على القماش، وإعادة تدوير الأكياس البلاستيكية، وبالفعل كان هناك إقبال جيد ورغبة من السكان في التعلم".
وتبين ندى أن الفريق يبحث حالياً استكمال الورش بعد انتهاء المشروع، وتحويله لمبادرة دائمة لتنمية المنطقة.