أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في تونس، في بيان أصدرته، أمس الأول، جملة إجراءات تهدف إلى مساندة الطلاب الفلسطينيين الذين يدرسون في جامعات تونس، بينها السماح بسكن جميع المسجلين في مختلف الجامعات الحكومية للعام الدراسي 2023-2024 في الأحياء الجامعية. وقررت الوزارة توسيع قاعدة الطلاب الفلسطينيين المنتفعين من المنح الجامعية لتشمل طلاب الماجستير، إلى جانب طلاب الإجازة والعلوم الطبية. كما دعت هذه الوزارة الجامعات ودواوين الخدمات الجامعية إلى توفير الإحاطة النفسية الضرورية، وتكليف أخصائيين نفسيين متابعة أوضاع الطلاب الفلسطينيين من قرب، وبحثت سبل توفير الدعم المادي والإحاطة النفسية لهم من أجل مؤازرتهم في هذه الظروف الدقيقة والصعبة.
وجدّدت الوزارة دعوتها كافة مكوّنات القطاع إلى المشاركة في حملة التبرّع الوطنية لجمع مساعدات للشعب الفلسطيني والطلاب الفلسطينيين بتونس بالتنسيق مع الهلال الأحمر التونسي.
ترافق ذلك مع إطلاق نشطاء مدنيين في تونس مبادرات لتوفير دعم للطلاب الفلسطينيين، لا سيما أولئك من قطاع غزة ممن تضرر أهاليهم جراء القصف الإسرائيلي منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وتهدف المبادرة المدنية التي أطلق عليها اسم "صندوق الطالب" إلى جمع تبرعات للتكفل بالطلاب الفلسطينيين الذين يواصلون تعليمهم العالي في جامعات تونس، والذين باتوا مهددين بتوقف تحويلات عائلاتهم نتيجة الشلل التام الذي أصاب القطاع خلال الحرب. وتنشد المبادرة جمع مبالغ تكفل توفير المصاريف والنفقات الشهرية للطلاب لمدة لا تقل عن ستة أشهر.
تقول الناشطة المدنية المشاركة في جمع التبرعات عبير العزلوك لـ"العربي الجديد": أطلقت شبكة من المنظمات الأهلية المرخصة المبادرة لضمان النفقات اللازمة للطلاب من قطاع غزة أو باقي الأراضي الفلسطينية الذين فقدوا عائلاتهم جراء العدوان الإسرائيلي، أو باتوا من دون معيل مالي نتيجة توقف التحويلات التي ترسلها أسرهم لأسباب اقتصادية واجتماعية ناجمة عن العدوان".
وتؤكد عبير في تصريحها لـ"العربي الجديد" أن "الدعم المالي للطلاب الفلسطينيين عن طريق المبادرات المدنية سيكون مهماً جداً في هذه المرحلة لضمان مواصلة تعليمهم خصوصاً أنهم يعانون من ظروف نفسية صعبة". وأوضحت أن النشطاء المدنيين يعملون لتوسيع شبكة المتبرعين من أجل توفير الدعم الكافي للطلاب لمدة لا تقل عن ستة أشهر، وتقول: "ستحوّل التبرعات إلى صندوق الطالب، وستتولى سفارة دولة فلسطين التي تملك البيانات الرسمية الخاصة بهويات الطلاب تحويلها لهم".
وتفيد بيانات رسمية من سفارة دولة فلسطين في تونس بأن 550 طالباً يدرسون في جامعات تونسية، بينهم 200 طالب من قطاع غزة. في السياق، يقول مصدر مسؤول في سفارة دولة فلسطين فضل عدم كشف اسمه إن "نسبة 90 في المائة من الطلاب الفلسطينيين المسجلين في الجامعات التونسية يدرسون في جامعات حكومية في إطار المنح التي تقدمها الدولة التونسية لهم". ويؤكد المصدر ذاته، في تصريح أدلى به لـ"العربي الجديد"، أن "سفارة فلسطين أحدثت منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى لجنة طوارئ لدعم الطلاب، ومتابعة أوضاعهم المالية والنفسية، علماً أن غالبية الطلاب يمرون بوضع نفسي صعب نتيجة العدوان الإسرائيلي، لا سيما من يتحدرون من غزة الذين فقدوا أهاليهم، أو تضررت أسرهم جراء القصف، أو خسروا بيوتهم وأرزاقهم". يتابع أن "قطاع غزة في حالة شلل، ويصعب أن تحوّل أسره أموالاً لأبنائها الطلاب في تونس. وسفارة دولة فلسطين تقدم، في حدود الإمكانات المتاحة، الدعم المالي للطلاب الفلسطينيين"، والمبادرات المدنية التي تدعم الطلاب أمر جيد، كما تحاول السفارة تغطية احتياجات كل الطلاب الفلسطينيين لتخطي هذا الظرف العصيب".
ويقدّر المصدر قيمة المصاريف الشهرية التي يحتاج إليها الطالب الواحد بمبلغ يتراوح بين 200 دولار و250 دولاراً، ويلفت إلى أن" الطلاب كانوا يحصلون على تحويلات شهرية من عائلاتهم في قطاع غزة قبل بدء العدوان، وكذلك على منح جامعية من الدولة التونسية".
ويتوزع غالبية الطلاب الفلسطينيين المسجلين في جامعات تونسية على مؤسسات تعليم في العاصمة تونس ومحافظات سوسة والمنستير وصفاقس. وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2021، أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، على هامش زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس تونس، رفع عدد المنح والمقاعد الدراسية المخصصة للطلاب الفلسطينيين في جامعات البلاد.