مبادرات تطوعية لتنظيف مساجد الجزائر استعداداً لرمضان

09 مارس 2023
إقبال كبير من الشباب على المشاركة في هذه المبادرات (فيسبوك)
+ الخط -

أطلقت جمعيات ومجموعات شبابية ومتطوعون في الجزائر مبادرات جماعية لتنظيف المساجد وتنظيمها وإعادة فرشها استعدادا لشهر رمضان، الذي يرتفع فيه الإقبال على المساجد، خصوصا لأداء صلاة التراويح.

وفي بلدة متليلي بولاية غرداية جنوبي الجزائر، أطلق شباب جمعية "سواعد الإخاء" مبادرة لتنظيف المساجد، بداية بمسجد عبد الرحمن بن عوف في حي سبسب، الذي جرى تنظيفه وطلاؤه، على أن تشمل الجهود باقي المساجد القريبة.

أما في منطقة تيسمسيلت، غربي الجزائر، فقد انضمت متطوعات ينشطن في جمعية "السعي إلى الخير" إلى مبادرة تطوعية لتنظيف بيوت الله وتعطيرها، وفتحت الباب لمن يردن الانضمام إلى فريق المتطوعات، وكذا للمحسنين ودعمهن بمواد التنظيف.

وببلدة عين الملح بولاية المسيلة وسط البلاد، أطلقت الكشافة الإسلامية الجزائرية، بالتنسيق مع جمعية العناية بالمرضى، عملية تنظيف لمسجد البلدة، شارك فيها فتيان الكشافة.

وفي السياق، أكد القائد الكشفي موسى جلالي، لـ"العربي الجديد"، أن "مبادرات تنظيف المساجد تكتسي قيمة دينية، كما أنها تعد فرصة لإكساب الفتية والشباب أهمية خدمة المجتمع والاعتناء بالمؤسسات الدينية واحترامها، تكريساً لقيمة النظافة كعامل أساس لصحة الإنسان ".

وفي مناطق أخرى، يقوم بعض المقاولين وأصحاب الشركات بوضع الأجهزة الحديثة في تنظيف الأرضيات وشفط الغبار، المملوكة لهم، تحت خدمة لجان المساجد والجمعيات الدينية، للمساهمة بها في عملية التنظيف، كما تقدم بعض المؤسسات عمالها لخدمة المساجد.

واستعداداً لشهر رمضان المبارك، يُبادر محسنون إلى إعادة فرش المساجد بزرابي جديدة تعوض القديمة، إكراما لبيت الله وتعظيما للشهر الفضيل وتقديراً للمصلين، إذ يتولون شراء الفرش الجديد من شركات خاصة تبيع هذا النوع من السجاد الخاص بالمساجد، كما تتولى هذه الشركات خدمة تثبيت الفرش الجديد على الأرضيات في قاعات الصلاة، بطريقة حرفية.

أما "شباب الخير" في ولاية ورقلة، عاصمة النفط جنوبي الجزائر، فقد اختارت أن تواظب بشكل مستمر على تنظيف المساجد منذ مدة، بغض النظر عن شهر رمضان المبارك والمناسبات الدينية، إذ يقوم شباب هذه المجموعة بعمل أسبوعي لتنظيف مساجد ورقلة.

ويقول الشاب عبد الفتاح لومدين، أحد أعضاء المجموعة، لـ"العربي الجديد": "منذ قرابة خمسة أشهر، نقوم كل ليلة جمعة بعملية تنظيف مسجد من المساجد، بفضل جهود شباب اختاروا التطوع، في البداية عملنا على المساجد القريبة، ثم بدأنا نتوسع ونقوم بتنظيف وتوضيب مساجد أخرى، ونستعين بتجهيزات أحد المساجد التي تدعم مبادرتنا، كما نتلقى في بعض الأحيان مساعدات من محسنين يقدمون لنا مواد التنظيف".

ويرى الباحث في علم الاجتماع كمال لعباني، لـ"العربي الجديد"، أنّ "اهتمام الجزائريين بنظافة المساجد والمصليات، والاعتناء بها وتقديرها كمكان له بالغ الاحترام في الوسط الشعبي والمجتمعي، سلوك متأصل لدى الجزائريين، ولا يرتبط فقط بشهر رمضان، لكنه يتعزز فيه أكثر بحكم طبيعة شهر الصيام وصلاة التراويح"، مضيفا أن "اللافت في المبادرات في السنوات الأخيرة أنها تعكس انخراطا أكبر للشباب في العمل الجمعوي، بخلاف عقود سابقة كانت تركيبة القائمين على شؤون المساجد في الجزائر من الكهول والشيوخ، كما يؤشر على قابلية كبيرة للشباب في الجزائر للمشاركة في الجهد التطوعي، بعكس ما يقال عنه".

المساهمون