ماجدة المصلح تعيش سعادة الوطن بمشروع البيت الفلسطيني

23 نوفمبر 2022
كل العادات الفلسطينية في مشروع "البيت الفلسطيني - زيت وزيتون" (العربي الجديد)
+ الخط -

ماجدة المصلح، مثل كثير من الفلسطينيات والفلسطينيين الذين لم يولدوا في وطنهم، وأسسوا حياتهم بعيداً عن أرض الوطن، لكن ذلك لم يمنعها من وراثة العادات والتقاليد الفلسطينية من جدتها تحديداً التي خرجت من فلسطين تجر خلفها أبا ماجدة حين كان في سن الثالثة.
تعيش ماجدة التي تتحدر من بلدة عرب الزبيد بقضاء صفد في فلسطين، في مدينة صيدا جنوبي لبنان، وتخبر "العربي الجديد" أن والدها مات في لبنان منذ حوالي 40 سنة، من دون أن يخبرها شيئاً عن فلسطين، وكيفية قدومه إلى لبنان الذي لجأ إليه صغيراً جداً.

تخصصت في العلاج الفيزيائي لمدة ست سنوات، وعملت في المجال بعدما تخرجت حتى قررت التوقف، وإنشاء مشروع خاص يعرض فكرة الحفاظ على التراث الفلسطيني الذي ورثته من أهلها. وتقول: "أحببت أن أفتتح مشروعاً بعدما طلب مني أولادي التوقف عن ممارسة العلاج الفيزيائي لأنه عمل متعب، ويحتاج إلى بذل مجهود بدني كبير. وأطلقت على المشروع اسم البيت الفلسطيني - زيت وزيتون الذي يوفر مأكولات فلسطينية يجري إعدادها عند الطلب، ويخصص مكاناً خاصاً في منزل استأجرته قرب مستشفى الهمشري في صيدا لتقديم خدمات تجهيز العروس بحسب الطقوس الفلسطينية التي تنفذها مع بنات جيلها وصديقاتها، وتتضمن الحنة الفلسطينية وحمام العروس الذي كان عادة متبعة في فلسطين".
تضيف: "كانت هذه الطقوس تقام عشية يوم العرس، وتدعى إليها قريباتها وصديقاتها ونساء من أهل العريس اللواتي يحملن معهن ثياب العروس الخاصة بالحمام، ملفوفة بقطعة قماش مزركش ومقصّب، وكذلك أصنافاً متعددة من المأكولات، ويذهبن إلى الحمام بعد أذان الظهر، ويكون الحمام قد زين بالزهور والشمع والقناديل، ثم ترقص العروس مع صديقاتها، ويبدأن في طقوس الحنة".

ويخصص المشروع أيضاً غرفة خاصة لعرض اللباس والزي الفلسطينيين، وأخرى للتراثيات الفلسطينية التي يجري تجهيز مقتنياتها وأثاثها حالياً، إذ تهتم ماجدة بشراء كل ما يتعلق بالتراث الفلسطيني كي يتوفر في المكان للمساهمة في إحياء التراث".

تعد ماجدة المصلح أيضاً مأكولات فلسطينية (العربي الجديد)
تُعد ماجدة المصلح أيضاً مأكولات فلسطينية (العربي الجديد)

وعن السبب الذي جعلها تفتتح القسم الخاص بالطبخ الفلسطيني، تقول: "من الضروري الحفاظ على التراث الفلسطيني والمأكولات الفلسطينية كي تبقى لدى أبناء الأجيال اللاحقة، ويتجنبوا نسيانها في بلاد اللجوء، كما من الضروري حماية هويتنا الثقافية الفلسطينية، والمأكولات الفلسطينية من أنواع التراث. ومن خلال هذا المشروع، اهتممت بمراعاة الضائقة الاقتصادية التي يعيشها أبناء شعبنا، لذا فكرت بتشغيل نساء من جميع الجنسيات للمساعدة في إعالة أنفسهن وأسرهن، رغم ترجيح حصول العاملات على مبالغ مالية ضئيلة نسبياً، لكنهن يستطعن أن يستخدمنها في الحصول على نوع من الاستقلالية المادية، والمساهمة في إعالة أسرهن، ولعب دور  فاعل في المجتمع".
تضيف: "ركزت في عملية عمل النساء على المرأة الفلسطينية، لأنها لا تستطيع العمل في مؤسسات أو جمعيات خيرية التي ترفض غالبيتها خصوصاً تلك الموجودة في المدينة تشغيلهن. وقد بدأت مشروعي منذ وقت قريب، لكنني وجدت إقبالاً كبيراً، خاصة أن مكان المشروع قريب من مستشفى، ما جعل الأطباء والموظفين يشرعون في طلب وجبات طعام، خاصة أن الطبخ يعتمد معايير صحية، ويجري تحضير المأكولات في شكل يومي، وذلك بحسب عدد الطلبات التي نتلقاها".
وخصصت ماجدة رقماً للتواصل مع الزبائن الذين يستطيعون استخدامه لطلب الوجبات التي يريدونها.
وتكتفي ماجدة بإعداد المأكولات الفلسطينية، وبينها المفتول و"أبو آمنة" (كبة)، والكباب، والشيشبرك، والشيشلرك الفلسطيني، وكلها بطريقة الطبخ الفلسطينية الخاصة. كما تحضر شراب البندورة عند الطلب فقط، وكذلك الكوسا والورق عنب، والكروش والفوارغ.
وتصف ماجدة الإقبال على مشروع "البيت الفلسطيني - زيت وزيتون" بأنه "جيد استناداً إلى المدة الزمنية القصيرة لبدء العمل فيه، وغالبية الطلبات هي للأطباء الذين يعملون في المستشفى، والأسعار مقبولة، فسعر الطبق الواحد الذي يكفي لإطعام شخصين محدد بمبلغ 150 ألف ليرة لبنانية (4.7 دولارات)".

وتختم: "أنا سعيدة بعملي في مشروع ذات هوية فلسطينية تمثل شخصيتي وهويتي التي أتمسك بها، وأيضاً بمساهمتي في تشغيل نساء فلسطينيات، علماً أنني لا أرد طلب أي امرأة تريد العمل، ومن تجد في نفسها أنها تستطيع العمل فالباب مفتوح أمامها، ويهمني استمرار الإقبال على العمل الذي كلما طورناه استفاد منه عدد أكبر من النساء".

المساهمون