اختار البريطاني جون دواير العيش تحت جسر على الطريق السريع "غريت ويست روود"، بالقرب من دوّار مدينة تشيسويك، لأكثر من 30 سنة، وكان معروفاً بين سكان منطقة برينتفورد، غربي لندن، حتّى عثرت عليه الشرطة ميتا داخل خيمته مساء الثلاثاء 26 يناير/كانون الثاني الماضي، بعد أن تجاوز السبعين من عمره.
قصّة دواير الاستثنائية أثارت تعاطفا في المنطقة التي بات جزءاً منها، فكل من كان يمر بالشارع اعتاد رؤيته منذ اتخذ من زاوية تحت الجسر مستقرا له، ورفع لافتات كتب عليها ما يحلو له من عبارات، ودعا سكانُ المنطقة إلى إقامة نصب تذكاري للرجل الراحل الذي يُعتقد أنّه جاء في الأصل من دونيجال في أيرلندا، بحجة أنه أقام تحت الجسر ما يزيد عن ثلاثة عقود منذ وقوع مأساة في المكان بدّلت مجرى حياته.
لم يصبح دواير مشرّدا بسبب المخدرات أو البطالة، بل قرر البقاء تحت الجسر قبل 36 سنة بعد أن انفطر قلبه على وفاة زوجته وطفلته في حادث سير على الطريق المقابل للجسر، حسب ما روى أشخاص يعرفون قصته لصحيفة "My London".
بعد ظهر الخميس الماضي، بدأ أصدقاء جون ومعارفه في وضع الزهور والرسائل في الموقع الذي كان يعيش فيه، والذي بات أشبه بالمزار، وقالت سيدة بعد أن وضعت الزهور: "إنه أمر محزن للغاية. لقد انتقل إلى هنا بعد وفاة زوجته وابنته اللتين قتلتا في حادث سير على هذا الطريق".
وقال متحدّث باسم بلدية هونسلو إنّ دواير كان يقبل بعض المساعدة خلال السنوات الأخيرة، وإنه غادر المنطقة لفترة وجيزة، لكنه سرعان ما عاد إلى المكان مجددا لأنه كان يشعر فيه بالراحة. " كان جون معروفًا لمجلس بلديتنا، وبلديات أخرى حاولت لسنوات إقناعه بالانتقال من مقرّه تحت الجسر. كان يتمتع بعقلية مستقلة، وقاوم محاولات نقله إلى مسكن، لكنه في العام الماضي مكث في مسكن فترة قصيرة، ثم قرّر العودة إلى أسفل الجسر الذي بات يعتبره منزله ".
وأعرب مستشار بلدية هونسلو عن حزنه لوفاة دواير، وقال إن "الخبر محزن للغاية، والبلدية ستتواصل مع مكتب الطبيب الشرعي، وكذلك الأقارب والأصدقاء لإجراء ترتيبات الجنازة".
وبعد وفاته، انطلقت حملة لجمع التبرعات لإقامة نصب تذكاري، وقالت مطلقة الحملة جورجينا إيلز: "أنا فتاة من برينتفورد، وأذكر هذا الرجل منذ طفولتي. لقد عاش تحت الجسر سنوات طويلة، وكان هذا منزله. أنا متأكدة من وجود كثير من الأشخاص من جميع أنحاء لندن الذين سيتذكرون عبورهم بالقرب منه".
