لماذا أُطلق اسم رمضان على شهر الصوم؟
رمضان هو الشهر التاسع بين الأشهر الهجرية، ويسبقه شعبان، ويليه شوّال، وهو الشهر الذي بدأ فيه نزول القرآن الكريم، وفرض الله فيه الصوم، ويراوح عدد أيامه بين تسعة وعشرين وثلاثين يوماً، وله مكانة خاصة لدى المسلمين.
وتتنوع الألقاب التي تُطلَق على رمضان، ومنها "شهر الخير" و"شهر البركة"، و"شهر التوبة"، لكن الروايات تتباين حول سبب تسمية الشهر باسم "رمضان"، والغاية من وراء ذلك.
اشتُقَّ اسم رمضان من الجذر العربي (ر-م-ض)، الذي يعني "الحرارة الحارقة"، وتتعدد الروايات حول التسمية، وتورد كتب ووثائق قديمة أنه أُطلق عليه هذا الاسم لأن كلمة رمضاء لا تعني فقط الحر الشديد، بل أيضاً حرق الذنوب والمعاصي. ففي هذا الشهر يجري رمض الذنوب، أي حرقها بالأعمال الصالحة، فيما يذهب البعض إلى ربط كلمة "رمضاء" بروحانيات الشهر، إذ تزيد حرارة قلوب العباد خشية من ربها في هذا الشهر.
يقول رئيس قسم علوم الشريعة في الجامعة الإسلامية في بيروت، علي طالب، لـ"العربي الجديد": "تسمية رمضان مشتقة من كلمة الرمضاء، التي تعني شدة سخونة الأحجار بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وقد تصادف أن بدأ المسلمون الصيام بالتزامن مع هذه الأيام الرمضاء".
ويوضح طالب أن "هناك ارتباطاً بين الرمضاء والصيام عن الطعام والشراب، وقد يصح القول إن شهر رمضان سمي بهذا الاسم بسبب شعور الصائمين بالعطش والجوع، وبعض الروايات وضعت معاني مختلفة لاسم رمضان، عبر إعطاء الشهر معاني أوسع من الحر الشديد، أو العطش الشديد، ومنها أن العرب كانوا يرمضون فيه أسلحتهم، أي يجهزونها استعداداً للحرب في شهر شوال".
ويواصل: "بعيداً عن هذه الروايات، ومدى صحتها، أو دقتها، فإن شهر رمضان يحمل الكثير من المعاني والسلوكيات التي يمكن الصائم الاستفادة منها، وتحمل كل ليلة من لياليه معاني عديدة، وأهم تلك الليالي (ليلة القدر)، التي تحتمل أيضاً العديد من التفسيرات، منها أنها ليلة القدرة والقوة، أو ليلة المصير المقدر، ولها قدسية كبيرة عند المسلمين، لكونها واكبت بدء نزول الوحي بالقرآن".