لأنّ عدداً كبيراً من النساء حرمن من فرصة التعليم أو لم يتمكنَّ من متابعة دراستهن في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، كانت مبادرة "لكِ سيدتي" التي تهدف إلى تعليم النساء الأميات أو اللواتي تركن المدرسة باكراً وتقويتهنّ باللغتين العربية والإنكليزية.
وتقول مديرة جمعية "التكافل" في المخيم عين الحلوة جمال كليب: "نعمل في مشاريع ثقافية واجتماعية عدة مع النساء. ولأنّ كثيرات منهن أمّيات، أطلقنا مبادرة تعليم النساء اللغتين العربية والإنكليزية التي تهدف إلى تمكين النساء". وتشير إلى أنّ بعض النساء لم يسمح لهن بالالتحاق بالمدرسة والتعلم. كما أنّ بعضهن لم يتابعن تعليمهن ونسين ما تعلمنه. ومع تغير المناهج، لم تعد بعض الأمهات قادرات على تعليم أبنائهن ومواكبتهن. كما أنّ الاستعانة بمدرسين خصوصيين بات صعباً بسبب الأزمة الاقتصادية. هذه العوامل شجعتنا على تنظيم هذه الدورة بهدف تعزيز ثقة المرأة بنفسها، وتكون قادرة على متابعة دروس أولادها". تتابع كليب: "في البداية، رفضت النساء التعلم من خلال الالتحاق بالدورات. لكن في وقت لاحق، أبدين إصراراً على تعلم القراءة والكتابة من خلال هذه الدورات، وقد أدركن أن تعلم القراءة والكتابة قد يساعدهن على تعلم مهنة وتأمين دخل مادي".
وتقول اللاجئة السورية أماني التي تقيم في مخيم عين الحلوة: "أردت الالتحاق بدورة لتعليم اللغتين العربية والإنكليزية لأتمكن من مساعدة أولادي في الدراسة، خصوصاً حين يحاولون الاستفسار عن بعض المفردات باللغة الإنكليزية أو غير ذلك. كما أرغب في أن أكون قادرة على قراءة وصفة الدواء التي يكتبها الطبيب لي أو لأولادي، والمعلومات الخاصة بكلّ دواء".
وتوضح أماني: "كنت قادرة على الالتحاق بالدورة كونها مجانية". وتشدد على أهميتها بالنسبة للنساء، خصوصاً أنّها ستتيح لها الالتحاق بدورات أخرى في المستقبل. وعن حاجتها إلى مساعدة أولادها في دراستهم، تشير إلى أن أجر المدرس أو المدرسة الخصوصية صار مرتفعاً، ولدي ثلاثة أولاد. وتوضح أن التحاقها بهذه الدورة سيجعلها قادرة على متابعة دروس أولادها من دون أن تكون في حاجة إلى الاستعانة بأحد ودفع الكثير من المال.
من جهتها، تقول اللاجئة الفلسطينية التي كانت تعيش في سورية قبل أن تنتقل إلى مخيم عين الحلوة بعد اندلاع الحرب رندة حسن: "تركت المدرسة في سن صغيرة ونسيت كل ما تعلمته. هذه الدورة مهمة جداً بالنسبة لي لأنّها ستجعلني قادرة على القراءة والكتابة، وتدريس أولادي في المنزل، وقراءة الأمور الضرورية التي لم أكن قادرة على قراءتها".
أما أم سيف المقيمة في مخيم عين الحلوة، فتقول إنّ "الدورة التعليمية مهمة لأنّها تكسبني معلومات جديدة. وغالبية الناس في مجتمعنا صاروا يتحدثون اللغة الإنكليزية وقد أردت تعلم اللغة حتى أتمكن من القراءة والكتابة والفهم، وتحديداً فهم ما يحتاجه أولادي أثناء دراستهم".
أما نسرين الحاج، وهي فلسطينية مقيمة في مخيم عين الحلوة، فتقول: "هذه الدورة مهمة بالنسبة إلي، إذ إن التعليم يزيد الثقة بالنفس ويجعلني قادرة على تعليم أولادي في البيت بعدما صرت عاجزة عن الاستعانة بمدرسين". كما تشير إلى أن الدورة التي تستمر على مدى ثلاثة أشهر، وتقام ثلاث مرات في الأسبوع، ستجعلها قادرة على التعرف على أشخاص جدد.
بدورها، تقول صبحية كريم، التي تتحدر من مدينة صفورية الفلسطينية في قضاء الناصرة، وهي من أكبر مدن الجليل، وتقيم في المخيم: "هذه الدورة مهمة بالنسبة إلي على الرغم من تقدمي في السن. عندما أتعلم، سأكون قادرة على مساعدة أحفادي في دروسهم، وأشرح لهم ما يحتاجونه. كما أن الدورة تزيد ثقة المرأة بنفسها بعدما تتمكن من القراءة والكتابة".
إلى ذلك، تقول اللاجئة الفلسطينية المقيمة في المخيم حنان الحج: "هذه الدورة مهمة بالنسبة لي ليس لأنها ستمكنني من اللغتين العربية والانكليزية فحسب، بل لأنها ستساعدني على الانخراط اجتماعياً مع الآخرين بدلاً من البقاء في البيت. نحضر إلى المركز لنتعلم ونتحدث مع بعضنا البعض ونروّح عن أنفسنا".
وفي وقت سابق، أعلن مدير الهيئة 302 للدفاع عن اللاجئين الفلسطينيين (مؤسسة إعلامية مستقلة) علي هويدي أنّ نسبة الفقر في مُخيّمات اللجوء في لبنان تجاوزت 80 في المائة، وانعكس ذلك على الظروف المعيشيّة للاجئين هناك.