لجنة الصحة في لبنان: توصية بإعلان حالة طوارئ لمكافحة الكوليرا

07 نوفمبر 2022
من المتوقّع أن يطلب وزير الصحة العامة فراس الأبيض مليوناً و800 ألف لقاح إضافي (حسين بيضون)
+ الخط -

أوصت لجنة الصحة النيابية، في لبنان، الحكومة بإعلان حالة طوارئ في كلّ الوزارات والإدارات المعنية بمكافحة الكوليرا، وطالبتها بممارسة الضغط المطلوب على المنظمات الدولية المعنية بشؤون اللاجئين، لا سيّما منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والمفوضة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بسبب تقصيرها وتباطؤ حركتها وإجراءاتها في مخيمات اللاجئين خصوصاً.

وقد عقدت اللجنة جلسة، قبل ظهر اليوم الاثنين، برئاسة النائب بلال عبد الله، وحضور وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، أوصت خلالها بإعطاء الأولوية القصوى في التغذية الكهربائية لمحطات تكرير المياه وآبار المياه قبل أيّ أمر آخر، مع توفير سلف طارئة لمصالح المياه في المناطق كافة بغية تأمين المازوت.

ومن التوصيات أيضاً، تكثيف الفحوصات الخاصة بالمياه والخضراوات في كلّ لبنان، وتأمين الإمكانات المطلوبة لذلك، واعتماد المختبرات المؤهلة للمهمة ودعمها، والاستعانة بالبلديات والأجهزة الأمنية لإحصاء ومراقبة مصادر تعبئة الصهاريج المخصّصة لمياه الشفة ومعامل المياه السطحية المرخصة وغير المرخصة المنتشرة على الأراضي اللبنانية كافة، وتأمين مراقبة وإجراء فحوصات دورية لهذه المياه.

كذلك طالبت اللجنة بالاستمرار في تجهيز وتحضير المستشفيات الحكومية أوّلاً، ثمّ الخاصة منها إذا دعت الحاجة، مع تأمين كلّ المستلزمات المطلوبة، خصوصاً محاليل الشرب والأمصال وغيرها، ودعم جهود وزارة الصحة العامة في تأمين اللقاحات المضادة للكوليرا، علماً أنّها بدأت بتأمين مئات آلاف الجرعات، على أمل طلب جرعات إضافية، والإصرار على المنظمات الدولية لتأمين اللقاحات المطلوبة للاجئين السوريين وسكان المخيّمات الفلسطينية.

وشدّدت اللجنة على أهمية المستشفيات الميدانية، وضرورة تجهيزها، كونها تعالج المرضى في مناطق وبقع التفشّي، ما يؤمّن سرعة في المباشرة بالعلاجات المطلوبة، إلى جانب توصيات أخرى.

في السياق نفسه، أفاد النائب بلال عبد الله بأنّ البحث جرى اليوم حول موضوع بدء وزارة الصحة العامة بحملة التحصين ضدّ الكوليرا، وبأنّ الدولة الفرنسية قدّمت 13 ألفاً و400 لقاح، وسوف توزّع على المناطق المصابة في الأساس، وعلى مراكز الاكتظاظ السكاني، فيما كان تشديد وتركيز على السجون كذلك.

وأشار عبد الله إلى أنّ وزارة الصحة العامة سوف تتسلّم، في اليومَين القريبين، 600 ألف لقاح مضاد للكوليرا من منظمة الصحة العالمية بتمويل من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وسوف يقدّم الأبيض طلباً بمليون و800 ألف لقاح إضافي، وكلّ ذلك بهدف تحصين المجتمع اللبناني من هذا الوباء الذي يشكّل خطراً كبيراً على صحة اللبنانيين، وعلى الاقتصاد اللبناني.

وبينما يُنتظر أن يعرض الأبيض، غداً الثلاثاء، المرحلة الأولى من الخطة الوطنية للقاح الكوليرا الفموي، أعلنت وزارة الصحة العامة في آخر تقرير صادر عنها، أمس الأحد، أنّ العدد التراكمي لإصابات بالكوليرا بلغ 2709 إصابات، أمّا الوفيات فبلغت 18 وفاة، مشيرة إلى أنّ الحالات المثبتة في المستشفيات وصلت إلى 96 حالة.

من جهتها، أفادت دائرة تعزيز الصحة والصحة المجتمعية في كلية العلوم الصحية التابعة للجامعة الأميركية في بيروت بأنّ ازدياد الإصابات والوفيات الناتجة عن الكوليرا يدعو للقلق، مشيرة إلى أنّ عدوى الكوليرا مرتبطة بشكل كبير بتردّي مرافق الصرف الصحي. ورأت الدائرة أنّ "استجابة لبنان لتفشّي الكوليرا بعيدة كلّ البعد من معالجة الأسباب الجذرية المتمثلة بنظام المياه والصرف الصحي القديم والمعطَّل وخصخصة المياه"، لافتة إلى أنّ "الباحثين منذ سنوات يحذّرون من تردّي نوعية المياه في لبنان، خاصة في مراكز اللجوء والنزوح والبؤر التي تعاني من فقر شديد في مناطق عدّة".

وأضافت دائرة تعزيز الصحة والصحة المجتمعية أنّه "مع تفاقم الأزمة الاقتصادية والسياسية وتلاشي التمويل للبرامج الإنسانية، تراجعت القدرة على الوصول إلى خدمات المياه النظيفة والصرف الصحي لأعداد كبيرة من السكان، فلم يعد مفاجئاً أن تستفحل المشكلة أكثر وتساهم في خلق أرض خصبة لتفشّي الكوليرا"، مشيرة إلى أنّ "تفشّي الكوليرا دليل على أوجه القصور البنيوي".

وطالبت الدائرة الحكومة والبلديات في لبنان ومنظمات الأمم المتحدة بتخصيص تمويل طارئ للموارد من أجل صيانة وتصليح وتشغيل محطات تكرير المياه في مختلف المناطق اللبنانية.

المساهمون